header

اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (19 صفر 1444) “التوحيد” و”حقوق العباد” و”الصلاة” و”الزكاة” من الأركان الأساسية للدين، مؤكدا على لزوم الاهتمام بها.
وتابع فضيلته بعد تلاوة آية «وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ» قائلا: إن الله تعالى ذكر في الآية 83 من سورة البقرة، الميثاق الذي أخذه من بني إسرائيل ومن المعتقدين بالديانات السماوية. يريد الله سبحانه وتعالى أن يذكرنا بمبادئ السعادة وطريق الخلاص ومحاور الدين المهمة حتى نتمكن من تنفيذها في حياتنا.
وأضاف قائلا: على رأس هذه المواثيق “التوحيد” وعبادة الله الواحد الذي لا شريك له ولا مثيل، وعلى رأس جميع العبادات ومن أعظم خصائص المسلمين التي تفصلهم عن غير المسلمين هي التوحيد، لا شريك لله في الذات ولا في صفاته. إن صفات الله عظيمة لدرجة أن لا أحد يشترك معه في هذه الصفات.
وأضاف قائلا: يجب أن نتحلى بالحساسية تجاه المعتقدات. أحيانًا يظن الإنسان أنه يعبد الله، وفي بعض أعماله شبهة الشرك، وتتعارض مع التقوى، وهو لا يدرك ذلك بنفسه.
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان: أعمال الرياء وإن لم تكن كفرا، لكنها نوع من الشرك، ومهدمة للحسنات، لذلك يجب أن نكون حريصين على أن تكون الأعمال الصالحة والعبادة فقط لمرضاة الله تعالى. قوة التدين تكمن في أن تكون الأعمال لله تعالى، ولا نعمل ما فيه النفاق، ونجتنب الشركيات.
وتابع فضيلته قائلا: بعد التوحيد تأتي حقوق العباد ولا سيما حقوق الوالدين. واليوم للأسف، لا يملك المسلمون الحساسية اللازمة في التوحيد وحقوق الوالدين، ولا يعتنون بها، وبدلاً من أن يعتبروا الوالدين فرصة كبيرة وثروة عظيمة، فإنهم متساهلون في خدمتهم. لا بد من معاملة الوالدين بلطف فوق حقهم. يجب التواضع وخفض جناح الذل أمام الوالدين، خاصة عندما يتقدمان في السن ويحتاجان إلى خدمة يجب أن نعاملهما جيدا.
وأضاف مدير جامعة دار العلوم زاهدان: فلنبحث عن الأقارب، ولا سيما المرضى المحتاجين منهم للخدمة، خدمة الوالدين وصلة الرحم تجلب مرضاة الله والجنة، لا ننسى الأقارب، لنسأل أحوالهم، ولنصل إلى أولئك الذين يحتاجون إلى الخدمة والزيارة؛ هذا هو أفضل أنواع الأخلاق وأفضل طريقة لذكر الله وعبادته.
واستطرد فضيلته قائلا: ينبغي أن نفكر في الفقراء والمحتاجين وأهالي السجون والأرامل، لا سيما عندما لديهم مرضى يحتاجون للدواء والعلاج، فلا ينبغي أن يغفل المسؤولون ورؤساء الإدارات والعلماء وعامة الناس.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: المسافر الذي لا يملك نقوداً للخبز أو التذكرة أو الفندق، لا ينبغي أن ينام في الشارع ولا يضيفه أحد في مدينة يعيش فيها مليون مسلم. هذا مخالف للضيافة والأخلاق الإسلامية وتعاليم الشريعة، فإن إكرام الغريب واجب أخلاقي وواجب علينا جميعًا.
وقال الله تعالى: إن الله تعالى ينصح ويؤكد على حقوق العباد، لنعامل كل الناس بأخلاق لطيفة ومتواضعة. يجب الاجتناب من التكبر، والعنف في العمل والقول. الشيطان يوقع العداوة بين الناس من خلال الكلمات، ردوا على الكلمات القاسية العنيفة بلطف حتى لا يجد الشيطان وسيلة للتدخل.


تحريض الناس والقبائل على بعضهم البعض بعيد كل البعد عن الأخلاق الإسلامية والإنسانية
قال فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته: إنه أبعد ما يكون عن الأخلاق الإسلامية والإنسانية أن يحرّض أحدهم الناس والقبائل ضد بعضهم البعض في المواقع الافتراضية، وأن يفحش في الشتائم ويرتكب الإهانات، ويوقع العداوة والبغضاء بين القبائل التي بينها قرابات واشتراكات في الأخوة الإسلامية. يجب ترويج الأخوّة والوحدة والحب والدين وتعزيز علاقات القرابة في العالم الافتراضي، ولا ينبغي إشعال خلافات وانقسامات تضر بالدين والدنيا.


“الصلاة” و “الزكاة” عبادتان عظيمتان على أتباع جميع الديانات السماوية
وتابع خطيب أهل السنة حديثه بالإشارة إلى المعاهدة الثالثة لبني إسرائيل، قائلا: المحور الثالث الذي أكده الله والذي أخذ ميثاقه من بني إسرائيل هو “الصلاة” و “الزكاة”. الصلاة والزكاة عبادتان عظيمتان ومهمتان، ومن الواجبات على أتباع الديانات السماوية. للأسف خالف بنو إسرائيل هذا العهد الذي هو نفس الدين، واليوم لا يتبع العديد من المسلمين هذه العهود أيضًا.
وأضاف قائلا: هل كل المسلمين الذين يعتقدون بالتوحيد، يعبدون الله الواحد الذي لا شريك له؟ هل يحترمون حقوق العباد؟ هل يصلون ويؤتون الزكاة؟ هل يدفع المزارعون زكاة منتجاتهم الزراعية؟ لقد هلكت معظم التمور بسبب الأمطار الأخيرة في سيستان وبلوشستان. كان من الممكن أن يأتي الله بالمطر مبكرًا أو متأخرا حتى لا تتلف الثمار، لكن الله أرسل المطر في هذا الوقت لمعاقبة من لا يؤتي الزكاة، مما أدى إلى إتلاف وتدمير العديد من المنتجات الزراعية.
وأضاف مدير دار العلوم زاهدان: يجب إخراج الزكاة في كل الأحوال إذا كانت قليلة أو كانت في حدود 100 مليار. الزكاة حق الله والفقراء، وواجب إلهي. إذا لم تدفع الزكاة فستأتي المجاعة والجفاف أو تفسد الثمرة، وتتضاعف الخسارة. لماذا توجد مشكلة الكساد في الأسواق والأزمات الاقتصادية اليوم؟ يعود جزء من هذه المشكلات إلى عدم إعطاء الزكاة وعدم مراعاة حقوق الناس، ووجود المعاملات الربوية وغير الإسلامية في المجتمع.
وتابع قائلا: آخر ما أوصى به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “الصلاة”، وآخر ما نظر إليه قبل موته الصلاة، لذلك اهتموا بالصلاة والزكاة وأوامر الله والتزموا بمواثيقكم مع الله تعالى. أؤكد للشباب وكل الناس، شيعة وسنة، على إقامة الصلاة. إذا كان عندكم مسجد صلوا في المسجد، وإلا فصلوا في المصلى وفي بيوتكم.


يجب على حكومة أفغانستان أن تهتم بتوفير المياه في سيستان اهتماما خاصا
وتحدث فضيلة الشيخ عبد الحميد في جزء آخر من خطبته عن قضية مياه هيرمند، وتابع قائلا: الماء أهم وأول حاجة بشرية، ونصيحتي للمسؤولين في الحكومة الإسلامية الأفغانية هي الاهتمام الخاص بقضية المياه في سيستان.
وتابع قائلا: لما اقتربت آبار سيستان من الجفاف، بدأ الناس يصلون صلاة الاستسقاء من أجل الأمطار، لأن المياه في هذه المناطق إذا جفت، فإن الناس سوف يواجهون المشكلات والقلق، ولا شيء يمكن أن يفعله الشعب ولا الحكومة.
وتابع فضيلته قائلا: رغم أن الأمطار الأخيرة التي هطلت في هذا الموسم تسببت في خسائر وإصابات في بعض المناطق، إلا أنها كانت رحمة في كثير من المناطق، بحيث امتلأت السدود وتم إمداد العديد من المدن بالمياه، كما تراكمت كميات كبيرة من المياه في أفغانستان.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: نطالب الحكومة الأفغانية بأن لا تدع قطرة واحدة من مياه الأمطار التي سقطت مؤخرًا تضيع في أماكن غير مجدية. يعتبر حفظ هذه المياه وإدخارها من أهم الأمور والدين.
وأكد قائلا: مطلب عامة الشعب من الحكومة الأفغانية هي توفير المياه في سيستان، وأطالب الحكومة الأفغانية بالاجتناب من تسيس قضية الماء، وليعلموا على وجه اليقين أنهم بالمقدار الذي يعطون من المياه، فإن الله تعالى سوف يعطيكم أضعافها؛ نحن جربنا هذا.

405 مشاهدات

تم النشر في: 18 سبتمبر, 2022


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©