header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة لأهل السنة في زاهدان:

“التاريخ” أفضل درس وعبرة للأمم والشعوب

اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (8 شعبان 1443) «التاريخ» كأفضل درس للحاضر والمستقبل، كما اعتبر قوة المسلمين في الطاعة وتجنّبها الذنوب والمعاصي، ومؤكدا على ضرورة استخدام شهري شعبان ورمضان في العبادة وتدارك النقائص.
وتابع فضيلته بعد تلاوة آيات من سورة آل عمران قائلا: إن الله سبحانه وتعالى جعل العالم درساً للإنسان. التاريخ أفضل درس وعبرة للحاضر والمستقبل، يجب على المرء أن يدرس تاريخ السابقين، وأن يهتمّ إلى تقلّبات التاريخ البشري.
وأردف: يجب أن ننتبه إلى عوامل التقدّم والرقي والفشل في البشر، كما يجب أن نلقي نظرة عميقة على تاريخ العصر الحالي، ونتعلم من هذه الأحداث دروساً لتحديد المسار في حياتنا.
وأضاف فضيلته قائلا: إنّ التاريخ حدد نقاط التقدّم في البشر كما حدّد نقاط التخلف والفساد والدمار في الأمم. القرآن ليس كتاب تاريخ، لكنه يذكر أحوال الأمم الماضية حتى يتسنّى للناس الاطلاع على أسباب التقدم وأسباب الهزيمة والدمار في تلك الأمم، وتعلم الدروس منها.
وأشار خطيب أهل السنة إلى أسباب هزيمة الأمم الماضية قائلا: للأسف إنّ الأمم المعاصرة وكثيرا من الأمم الماضية لم يتعلموا الدروس من تاريخ الأمم التي سبقتهم، ولم يهتموا بها، وإن كان هناك اهتمام لم يكن دقيقا وعميقا. لقد هلك العديد من الأمم القوية في الماضي بسبب القمع والفساد واتباع شهوات النفس، والشرك والكفر والعصيان والغطرسة والكبرياء، فقد نزعت البركات من أيديهم وأخذت كرامتهم.
وأضاف فضيلته قائلا: إن أقواما وأمما مثل عاد وثمود ولوط وأصحاب المدين وأهل فرعون كانوا أقوياء زمانهم، ولكن لما وقفوا ضدّ الحق وعصوا الله وفسدوا وتكبروا، عاقبهم الله تعالى، فأصبحوا عبرة للعالمين.


قوّة المسلمين في طاعة الله والتخلّي عن الذنوب
أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه كعهد ذروة كرامة المسلمين، وتابع قائلا: كانت ذروة كرامة الأمة المسلمة في زمن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.
في هذا العصر كان المسلمون يفتخرون بدين الإسلام وطاعة الله ورسول الله، وكانوا يعملون الحسنات ويعبدون الله تعالى.
وتابع مدير اتحاد المدارس الدينية في سيستان وبلوشستان قائلا: إنّ قوة المسلمين في طاعة الله ورسوله، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتجنب المعاصي وسائر الذنوب والتكاسل في الصلاة، ولو أن الأمّة المسلمة اتبعت الكتاب وسنة الرسول الكريم سينصرها الله تعالى.
وأشار فضيلته إلى أسباب هزيمة المسلمين عبر التاريخ قائلا: منذ أن ابتلي المسلمون بضعف الإيمان، وأصيبوا بشهوات النفس، واتجهوا نحو المنكرات والذنوب والمفاسد والكحول والمخدرات والزنا والظلم والقتل، فقدوا كل الميزات التي كانت لديهم في الماضي، وحشد الأعداء ضدهم ودمروهم. لقد تحولت المساجد إلى كنائس في كثير من البلدان الإسلامية، وانتصر غير المسلمين على المسلمين، واندلعت الحروب الصليبية، وتفتت الأراضي الإسلامية، وسيطرت كل قوة عظمى على أجزاء منها.
ونصح فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبته بضرورة اغتنام فرصة شعبان والاستعداد لشهر رمضان المبارك قائلا: إن شهري شعبان ورمضان من أشهر الرجوع إلى الله عز وجل وأشهر التزكية وتدارك النقائص. صام رسول الله صلى الله عليه وسلم معظم أيام شعبان، لذلك يجب خلال هذا الشهر القيام بقضاء الفوائت، والإكثار من الاستغفار والتوبة، وإعطاء الزكاة. يصلي كثير من المسلمين، لكنهم يقصرون في إخراج الزكاة. كما أن الصلاة ركن مهمّ من أركان الإسلام، كذلك الزكاة والصوم والحج.
قال مدير دار العلوم زاهدان مشيرا إلى أركان الدين وواجباته وأن التمسّك بالدين ضروري لسعادة المسلمين في الدنيا والآخرة: الذين لا يفكرون في إيمانهم وإصلاحهم وفلاح الآخرة، فهم ليسوا بسعداء. إذا لم تصنع أخلاق الإنسان وأفعاله ومعتقداته، فهذا الإنسان ساقطٌ أخلاقياً، فما هو التقدم والتطور الذي يمكن أن يحصل عليه في العالم؟!


القوى الكبرى التي تضطهد الدول الضعيفة سقطت أخلاقياً
وفي قسم آخر من خطبته، أشار فضيلتة الشيخ عبد الحميد إلى اضطهاد القوى العظمى للضعفاء قائلا: العديد من القوى العظمى تتظاهر بامتلاك أسلحة نووية ومعدات عسكرية وقوتها العسكرية الهائلة. على الرغم من أنهم يعتقدون أنهم تقدموا من الناحية التكنولوجية ولديهم الثروة والأموال، إلا أنهم سقطوا أخلاقياً، وفشلوا في الإيمان، وتخلفوا في العمل، فالشعب الذي هو أكثر عددا وقوة يدمر الشعب الضعيف، ويشرده من أرضه! ما الأخلاق التي يمتلكها هؤلاء؟!
وتابع فضيلة الشيخ قائلا: شرد الناس في سوريا والعراق وأفغانستان واليمن، ويتمّ تهجيرهم الآن في أوكرانيا وبعض البلدان الأخرى. لماذا لا يكون لهؤلاء الناس والقوى التي تضطهد الآخرين تقدمٌ أخلاقي؟! لماذا لا يشفقون على الأمم الضعيفة ؟! لماذا تبتلع الدول الكبرى حقوق الدول الضعيفة مثل التنين؟! هذه علامة على سقوط الإنسانية. لقد فشلت البشرية في مجالات العقيدة والأخلاق. يعمر بشر اليوم المدن والبلدان ثم يدمرها بيديه!


بإمكان البشرية أن تحقق السلام والتقدم الأخلاقي بتعاليم القرآن والأنبياء
واستطرد خطيب أهل السنّة قائلا: الأولوية هي بناء العقيدة والأخلاق. لو سلّم البشر نفسه إلى القرآن الكريم والأنبياء والنبي صلى الله عليه وسلم، وحصل على الأخلاق الحميدة والإيمان والعمل الصالح، فلا شك أن هذا الإنسان سيطير، ويصل إلى التطور الحقيقي والتقدم والتقرب إلى الله، وسيصل إلى السلام والراحة في الدنيا والآخرة، ويتحقق له السلام والطمأنينة في الدنيا والآخرة.
وقال مدير دار العلوم زاهدان: يجب إصلاح أوضاع المسلمين. على المصلحين والمفكرين في المجتمع التفكير في القرآن. هذا الكتاب الفريد يريد أن يصنع الإنسان في جميع أبعاده، بحيث يكون نموذجا. يريد القرآن أن يصنع الأمة أسوة إلى يوم القيامة بشرط أن تهب الأمة نفسها لهذا الكتاب. إن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من شأنها أن تجعل الإنسان قدوة. سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وأهل البيت رضي الله عنهم وسيرة الصالحين، خير مثال للمسلمين. وخير طريق للمسلمين هو طريق القرآن والتقوى والشريعة.
وتابع فضيلته قائلا: أقسم بالله الذي خلقني وإياكم، والذي أنفسنا جميعا بيده، أنكم تجدون بديل كل شيء، لكن لن تجدوا عوض “الدين” و “الإيمان” و”الله”، ولن تجدوا بدل “الرسول الكريم” صلى الله عليه وسلم. الدين مهم جدا، لذلك يجب التمسك بالدين رجالا ونساء، كبارا وصغارا.

681 مشاهدات

تم النشر في: 15 مارس, 2022


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©