header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

كفران نعم الله تعالى أكبر خطأ للبشر

أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (6 ربيع الأول 1442) على ضرورة الشكر تجاه نعم الله تعالى، مشيرا إلى أن النعم المادية والمعنوية والتنوع فيها من إحسان الله تعالى على البشر.
وقال فضيلته بعد تلاوة آية {يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد}، قائلا: لقد بسط الله تعالى مائدة واسعة من نعمه على العباد، ويزرق جميع عباده في أنحاء المعمورة، والله تعالى لا يمسك رزقه عن العباد بسبب الكفران والمعصية والجهل والتمرد.
وتابع فضيلته قائلا: أينما يسافر الإنسان يرى نعم الله تعالى لعباده، ولقد جعل الله تعالى أنواعا من النعم لعباده، {ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد}.
وأشار خطيب أهل السنة إلى أن في التنوع بعض الحكم، قائلا: يوجد في جسم الإنسان التنوع بمقدار التنوع المنتشر في الكرة الأرضية، والإنسان حي بهذا التنوع؛ اللين والشدة كلها تنوعات موجودة في الإنسان، وتوجد في الكرة الأرضية.
واعتبر فضيلته “السلام” و”الأمن” نعمتين مهمتين، وتابع قائلا: العافية والأمن نعمتان كبيرتان أنعم الله بهما على البشر؛ حينما يختل عضو من أعضاء الجسم، يتذكر الإنسان أهمية تلك النعمة التي فقدها، وكم يحتاج إلى جهد ومال لإعادة تلك النعمة.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: كل النعم الدنيوية في جانب، ولكن لا تساوي نعمة نعمة الإيمان ومعرفة الرب تبارك وتعالى، والاعتقاد بالله تعالى.
وتابع قائلا: إن الله تعالى غني عن ذكر العباد والمخلوقات، لكننا نحتاج إلى الله تعالى، فإن شكرنا الله تعالى يرضى الله تعالى عنا، وإن عصينا الله يسخط علينا؛ {إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعبادة الكفر، وأن تشكروا يرضه لكم}.
واعتبر خطيب أهل السنة “الإعراض عن النعم المعنوية” أكبر خطأ وجهالة للبشر، وتابع قائلا: نعمة الدين، والقرآن العظيم، والرسول الكريم، وكل النعم المعنوية نعم عظيمة. الأمم التي تملك كل شيء لكنها فقيرة في الدين، يعيشون في خطأ كبير. خسارة أولئك الذين تركوا الدين وغرقوا في محبة الماديات، خسارة كبيرة. سيواجهون مأزقا في القبر والآخرة، من ضيق النظر والجهالة أن يشتغل الإنسان بالدنيا، ويفقد الآخرة ويُسخط الله تعالى.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: سعداء أولئك الذين وجدوا الطريق إلى الله تعالى، ويسعون للمعيشة واكتساب الحلال الذي هو عبادة، ويرضون الله تعالى أيضا. لقد منحهم الله تعالى حياة الدنيا والآخرة، واكتسبوا مرضاة الله ومرضاة الرب تبارك وتعالى.
وأضاف فضيلته قائلا: الكثير من الناس عشاق للدنيا، أعطاهم الله الدنيا، واشتغلوا بها، ويعيشون في غفلة عن الآخرة. يا ليت الذين يطلبون الدنيا أدركوا أن الدنيا والآخرة بيد الله تبارك وتعالى، ولو شاء الله لأعطاهم الدنيا والآخرة.
وتابع مدير جامعة دارالعلوم زاهدان قائلا: إن العلاقة مع الله والتجنب من المعاصي ضروري للغاية. العلاقة مع الله تعالى تقوي حياة الإنسان وتنشطه، والمعصية تضعف الإنسان، وإنها تقوّي النفس وتضعف الروح. نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده الشاكرين، ويعصمنا من المعاصي. يجب أن نرى الله دائما، ونكون مع الله تبارك وتعالى أينما كنا، ونؤدي شكر الله تعالى.


على المسؤولين أن يفكروا في حل عاجل للأوضاع الاقتصادية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته في صلاة الجمعة، إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة، مؤكدا على لزوم اتخاذ حلول عاجلة لهذه المشكلات.
وقال فضيلته: الأوضاع الاقتصادية الراهنة أوضاع حرجة وصعبة. يواجه الشعب مشكلات وآلام، ولقد ذهبت ثرواتهم.
وأكد خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: الأزمة الاقتصادية في البلاد لم يتم احتوائها فحسب، بل لا زالت تتزايد. على المسؤولين والمديرين أن يدركوا الشعب، ويتخذوا حلولا لهذه المشكلات.
وتابع فضيلته قائلا: أيام ربيع الأول أيام ولادة الرسول الكريم، وتعقد جلسات الوحدة في هذا الأسبوع، لكن يوجد أفراد لا يهتمون بهذه القضية، ونحن نعلم أن المسلمين يعانون بشكل كبير من التفرق والاختلاف، والأمة المسلمة بحاجة إلى الوحدة والانسجام في الظروف الراهنة.


بحمد الله وفضله وببركة دعائكم صحتي جيدة
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في نهاية خطبته إلى رحلته العلاجية إلى تركيا، قائلا: ذهبت إلى تركيا بهدف تلقي العلاج من مرض طرأ علي حديثا، كما أني كنت أعاني من بعض الأمراض الجزئية قبل هذا، لكني في المرض الأخير اضطررت أن أسافر للعلاج.
وتابع فضيلته قائلا: الحمد الله تحسنت حالتي الصحية بفضل الله وبدعائكم وسائر طبقات الشعب، لكني لا زلت أقضي أيام الاستراحة والنقاهة. رزقنا الله تعالى التوفيق على شكر نعمة الصحة.

969 مشاهدات

تم النشر في: 24 أكتوبر, 2020


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©