header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

حادثة كربلاء من أكثر الحوادث مأساوية في التاريخ

أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (8 محرم 1442) على لزوم اتباع السيرة العملية لأهل البيت، واصفا استشهاد الحسين رضي الله عنه كأحد أكثر الحوادث مأساوية ومرارة في تاريخ الأمة.
وتابع فضيلته قائلا: عندما كتب الناس رسائل إلى الحسين رضي الله عنه وشكوا له من عدم كفاءة المسؤولين، وأعلنوا أنهم يبايعونه و ينصرونه، شعر سيدنا الحسين بالمسؤولية وانتقل إلى الكوفة بدعوة من أهلها.
وتابع خطيب الجمعة: عندما رأى الحسين رضي الله عنه أن المديرين والمسؤولين أناس مستبدون وغير مؤهلين، ولا يستمعون إلى الناس ولا يقبلون النصيحة، وانتشر الفساد والمشكلات، شعر بالمسؤولية واتجه إلى الكوفة.
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: للأسف نفس الأشخاص الذين دعوا الحسين، نقضوا عهدهم طمعا في الدنيا أو خوفا على حياتهم، وانضم الكثيرون منهم إلى جيش يزيد وقاتلوا الحسين، بينما لم يأت الحسين للحرب، لأنه لو كان يريد الحرب، فكان يأتي معه بجيش متكون من آلاف المقاتلين من مكة والمدينة والمناطق الأخرى بدلاً من أن يأتي معه بالأهل والأولاد.
وأضاف مدير دار العلوم زاهدان قائلا: عندما وصل الحسين رضي الله عنه إلى صحراء كربلاء، أوقفه اليزيديون وقالوا يجب أن تستسلم حتى نذهب بكم إلى يزيد كـ “أسير”. لكنه رفض ذلك قائلا إنه لم يأت للحرب، مطالبا إياهم بالسماح له بالعودة إلى المدينة المنورة، لكنهم لم يقبلوا ولم يقبل الحسين الأسر، فلم يبق سبيل إلا الحرب، فقاتل الحسين ورفاقه في صحراء كربلاء واستشهدوا مظلومين.
وأضاف فضيلته قائلا: حادثة كربلاء كانت من أكثر الحوادث مأساوية في العالم. على مرّ التاريخ قتل كثير من العلماء والصالحين والأولياء في حروب الحكم والدنيا، لكن استشهاد سيدنا الحسين رضي الله عنه مختلف متميز عن غيرها. في حادثة كربلاء استشهد ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي كان يحبه النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على لزوم الاتباع من السيرة العملية لسيدنا حسين وأهل البيت، قائلا: محبة أهل البيت من الإيمان لدى أهل السنة، ومن اعتقادهم، لكن النقطة المهمة جدًا هي أننا جميعًا سواء الشيعة أو السنة ، بالإضافة إلى التعبير عن حبنا لآل البيت، يجب أن نتبع عمليا سيرة الحسين وأهل البيت.
وتابع فضيلته قائلا: سيدنا الحسين وأهل البيت كانوا يعبدون الله تعالى، وكانوا يقيمون الليل، ويتبرعون على الفقراء والمحتاجين، ويحاربون الظلم والطغيان والفساد، لذلك فالأصل بجانب تذكرة سيرة رسول الله والصحابة وأهل البيت، أن نتبع سيرة هؤلاء العظماء، وهذا أمر حيوي ومهم للغاية.


القرآن والسنة يعلماننا الصبر في المصايب / على المسلمين أن يحترموا مقدسات بعضهم البعض
وأشار خطيب أهل السنة في زاهدان إلى أن تعليم القرآن والسنة عند المصائب هو الصبر، وتابع قائلا: يعلمننا القرآن والسنة أن نصبر في المصايب ونذكر الله تعالى، وإن عدم لبس أهل السنة السواد في محرم لا يعني اللامبالاة بشأن هذه القضية، لكن الحداد الرائج في محرم ولبس الثوب الأسود في المصايب ليس في فقه أهل السنة وعقيدتهم.
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: بالطبع هناك مجموعة أخرى من المسلمين يقيمون مواكب التعزية والحداد في هذه الأيام، ويعملون وفق آرائهم، ولقد قلت مرات عديدة: “إن الجميع أحرار وعليهم العمل وفق آرائهم الفقهية والدينية”.
وأكد خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: نشعر بالحزن الشديد لما حدث لسيدنا الحسين، ولو كنا في ذلك اليوم لحاربنا إلى جانبه ضد الظالمين، ولوددنا أن نقتل دونه، وهذه عقيدتنا، لأن الاستشهاد مع الحسين أعظم شرف وكرامة، كما أن “الاستشهاد” أعظم شرف أنعم الله عليه بسيدنا الحسين.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أنصح جميع المسلمين بالاهتمام بالمشتركات والحفاظ على الوحدة والأخوّة وتجنب الخلافات، ويجب على الشيعة والسنة احترام بعضهم البعض، وأن يراعوا حرمة مقدسات الآخرين. الأعداء يريدون دائمًا تصعيد الخلافات بين المسلمين، وللأسف حققوا أهدافهم بهذه الطريقة حتى الآن، وما زالوا يسعون.
ونصح مدير دار العلوم زاهدان مشيرا إلى فضائل صيام أيام تاسوعاء وعاشوراء في الأحاديث والروايات، المصلين بصيام هذين اليومين.


الطريق الوحيد للوصول إلى الجنة، المجاهدة واتباع تعاليم الشريعة
تحدث فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته عن أهمية “المجاهدة في سبيل الله” و”اتباع تعاليم الشريعة” قائلا: إن الله تعالى أمرنا بالمجاهدة في سبيله، والعمل بأحكامه وتعاليمه، والاجتناب من المنكرات والمفاسد، والإنسان ليس أمامه سوى السعي للوصول إلى الله وكسب مرضاته. وتابع قائلا: رغم أنّ الصفة الأساسية للنفس هي أنها “أمارة بالسوء”، وتشجع الإنسان وترغمه على الظلم والقتل وأكل المحرمات والظلم والنظر إلى غير المحارم وغيرها من الذنوب، إلا أن هذا يمكن تصحيحه وإصلاحه، وإصلاح النفس وتربيتها يحصلان بالمجاهدة، والإنسان يجب أن يشتغل دائمًا في حياته بالجهاد مع النفس، وأن يجاهد ضد النفس الأمارة بالسوء، ورغباته غير المشروعة.
وأضاف مدير دار العلوم في زاهدان: يشتكي كثيرون من أنهم لا يستيطعون الاستيقاظ لصلاة الفجر، وتلاوة القرآن، وصلة الرحم، والتمسك بصلاة الجماعة… كل هذه تتطلب المجاهدة، لا يمكنك أن تفعل هذه الأشياء إلا إذا لجأت إلى الله وجاهدت. لقد خلق الله تعالى الإنسان “مجاهدًا” للجهاد مع النفس والشيطان من أول الحياة حتى الموت.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إن الله تعالى قد وعد أولئك الذين يجاهدون شهوات النفس وملذات الجسد وإغراءات الشيطان، بأن يذيقهم حلاوة الإيمان، ويشرح صدورهم، بحيث يتلذذون من عبادة الله تعالى.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لا يصل الإنسان إلى الجنة بالأماني والأحلام، لكن يجب أن يجاهد ويعمل للوصول إلى الجنة. الكثيرون يرتكبون المعاصي ويقولون: إن الله يغفر، مع أن الله يغفر لمن تاب.
وأكد فضيلته قائلا: يجب علينا جميعا أن نعمل على اصلاح أنفسنا والآخرين. يقول الله تعالى: «وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا»، وأكبر المجاهدة أن يسعى الإنسان لآخرته، ويعمل لله تعالى مخلصا.
وأكد فضيلته: يجب علينا جميعاً أن ننظر إلى صلاتنا وأعمالنا، ونقارنها مع صلاة رسول الله وصحابته وأهل البيت. يجب أن نجاهد النفس والشيطان أثناء الصلاة، فنصلي بحضور القلب، ويجب أن نسيطر على النفس، لتكون مطيعة لله تعالى، ونجبر النفس على طاعة الله تعالى.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: اليوم أصبح مرض “كورونا” ذريعة لبعض الناس أن لا يذهبوا إلى المسجد. الحمد لله هذه الأيام بفضل الله تعالى ومراعاة الناس التعليمات الصحية ضعفت شدة مرض كورونا.
وأشار فضيلته قائلا: كما لا يمكن إغلاق السوق والأعمال، لا ينبغي ترك صلاة الجماعة وإغلاق المساجد، ويجب أن يحضر الناس المساجد مع مراعاة التعليمات الصحية ويقيموا الصلاة مع الجماعة.
وأشار خطيب أهل السنة في زاهدان في جزء من خطبته إلى مناسبة أسبوع الدولة، معربا عن أمله في أن تنجح الدولة في “توفير فرص العمل” و”حل المشكلات الاقتصادية” و”حل مشكلة هبوط العملة الوطنية” بالتخطيط الجيد والسياسة الحكيمة و”إكمال المشاريع غير المكتملة” وتسعى في هذا المجال.
وتطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد في نهاية خطبته إلى قضية بدء المدارس في الأيام المقبلة قائلا: اقتربت أيام بدء الدراسة، ونصيحتنا لعامة الناس هي أن يرسلوا أطفالهم إلى المدارس وفقًا للمبادئ الصحية، كما يجب على مديري المدارس والمعلمين اتباع النصائح الصحية اللازمة حتى لا تظهر أي مشكلة، لا سمح الله.

1003 مشاهدات

تم النشر في: 30 أغسطس, 2020


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©