header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

المفلس الحقيقي من هو غافل عن ذكر الله تعالى

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (16 ربيع الثاني 1441) إلى أن المفلس الحقيقي من يكون غافلا عن ذكر الله تبارك وتعالى، مشيرا إلى أن المال أو الأولاد من العوامل التي تغفل الإنسان عن ذكر الله تبارك وتعالى.
وأضاف فضيلته بعد تلاوة آية «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ»: حذر الله تعالى في القرآن الكريم الذي هو أكبر ثروة للبشر، المسلمين من أن تلهيهم أموالهم وأولادهم عن ذكر الله تبارك وتعالى.
واستطرد فضيلته قائلا: نظرا إلى أن محبة الإنسان مع المال أكبر من كل شيء كما ورد في سورة العاديات “وإنه لحب الخير شديد”، لذلك ذكر الله تبارك وتعالى كلمة الأموال في هذه الآية قبل الأولاد، وهذه المحبة مع المال تكون أحيانا سببا لغفلة الإنسان عن ذكر الله تبارك وتعالى.
وأضاف قائلا: يحب الإنسان الأولاد أيضا كثيرا، وهذه المحبة قد تكون سببا لغفلة الإنسان، والبعض من الناس يرتكبون كل حرام لأجل هؤلاء الأولاد ليوفروا حاجاتهم.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إن الله تعالى لا يقبل الكسب الحرام بأي دافع كان، ومنع من ذلك. لا ينبغي للإنسان أن يطعم أولاده المال الحرام، بل يجب أن يتبع الحلال. كسب الحلال من أكبر العبادات.
وتابع فضيلته قائلا: ذكر الله تعالى يعني الاجتناب من الذنوب والإطاعة من التعاليم الإلهية. فيجب أن نكون يقظين على أن لا يلهينا مال الدنيا ولا أولادنا عن ذكر الله تعالى، فنواجه ضررا كبيرا.
قال مدير جامعة دار العلوم زاهدان: المفلس الحقيقي ليس الذي خسر مالا، وأفلس في الاقتصاد أو السياسة أو المجتمع و… بل المفلس الحقيقي من يكون غافلا عن ذكر الله تعالى، وخسر في دينه ودنياه. والإفلاس في الدين لا ينجبر.
وتابع فضيلته قائلا: من لم يتب، ومات عاصيا متلبسا بالمعاصي، لقد خسر خسرانا كبيرا، ولا ينفعه الندم. يتمنى الإنسان بعد موته أن يعاد إلى الدنيا من جديد، ليتصدق في سبيل الله تعالى، ويعمل صالحا، ويكون من الصالحين، لكن لن ينفعه هذا التمني.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: مع الأسف، الكثير منا غافلون عن ذكر الله تعالى، ونسينا أن هناك جنة ونارا، ويجب أن نسعى للنجاة من النار، والوصول إلى الجنة. الغفلة من الله تعالى ويوم القيامة دفعتنا إلى المعصية وتضييع حقوق الناس.
وتابع قائلا: جعل الله تعالى النفس والشيطان عدو الإنسان الذي يصدانه عن ذكر الله تعالى. فعلى المسلمين أن يحبوا الله ورسوله والدين الإسلامي قبل كل شيء، ثم يحبوا المال والأولاد. من العار والمؤسف للمسلم أن تكون محبته لله أقل من محبة عبدة الأوثان والأصنام لأصنامهم.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على لزوم الاستعداد للآخرة، قائلا: قبل أن نتحسر في القبر والمحشر، لماذا لم نعمل في الدنيا صالحا، لنستعد في هذه الدنيا للقبر والقيامة، ولا نكون غافلين عن ذكر الله تعالى.

1365 مشاهدات

تم النشر في: 15 ديسمبر, 2019


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©