header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

لا بد من معاقبة قتلة المحتجين في الاحتجاجات الأخيرة

انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (9 ربيع الثاني 1441)، قتل المحتجين في الاحتجاجات الأخيرة ضد زيادة أسعار البنزين.
وأضاف فضيلته مطالبا بمعاقبة كل من تورط في قتل المحتجين قائلا: في الاحتجاجات الأخيرة التي احتج فيها الشعب الإيراني على زيادة أسعار البنزين، كان أمران كارثيان مروعان؛ الأول تدمير الممتلكات العامة وإحراق محطات البنزين والمصارف، والآخر قتل المحتجين في نطاق واسع. قتل المحتجين أثار قلق الشعب الإيراني وانعكس سلبا داخل إيران وخارجها.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لقد سمى مرشد الثورة قتلى الاحتجاجات بالشهداء، وأمر بدفع الدية إلى ذويهم، وهذه خطوة من شأنها أن تحبط الكثير من المؤامرات.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: فلو أن مرشد الثورة أمر بمعاقبة من تورط بدماء الأبرياء، لكان أفضل لئلا يتركب أحد في المستقبل مثل هذه الجرائم.
وتابع فضيلته قائلا: رفع أسعار البنزين في مستوى كبير أدى إلى الغلاء، وزيادة الأسعار في السلع الضرورية. لذلك يعد تخفيض أسعار البنزين مطلبا شعبيا للشعب الإيراني الذي يعاني من المشكلات الاقتصادية والمعيشية.


إطلاق سراح الشيخ “فضل الرحمن كوهي” مطلب عامة الناس في المنطقة
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى اعتقال الشيخ “فضل الرحمن كوهي” مدير مدرسة “انوار الحرمين” الدينية وخطيب أهل السنة في منطقة بشامك جنوبي بلوشستان، موصيا المسؤولين بتحمل الانتقادات، وعدّ فضيلته إطلاق سراح الشيخ فضل الرحمن ومرافقيه، مطلب عامة الناس في المنطقة.
وتابع قائلا في هذا المجال: الشيخ “فضل الرحمن كوهي” قد يطرح مطالبه وانتقاداته بلهجة يمكن أن يساء فهمها، لكني أطمئن المسؤولين بأن الشيخ فضل الرحمن ليس مرتبطا بالجماعات المسلحة أو العصابات وغير ذلك، وقد صرح مرارا بأنه لا يسعى للفتنة، كما أنه كان مؤثرا في توفير أمن الحدود.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: الشيخ فضل الرحمن بين كالكثير من العلماء الذين ينتقدون الحكومة، ولهم انتقادات من سياسات البلد، طرح قضايا، والقضايا التي أشار إليها هي نفس القضايا التي ذكرها بعض العلماء.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: نحن ندرك قلق المسؤولين، لكننا ننصحهم أن يزيدوا تحملهم ورحابة صدرهم، ولا يمكن أن نحقق الوحدة بغير زيادة سعة الأفق والتحمل والصبر في أنفسنا.
وأكد خطيب اهل السنة قائلا: مطلب عامة الناس في المنطقة والمحافظة أن يتم إطلاق سراح الشيخ فضل الرحمن كوهي ورفاقه؛ هذا لصالح الوحدة والأخوة.


على المسؤولين أن يعتنوا بمخاوف أهل السنة تجاه تلبية مطالبهم المشروعة
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى بعض مشكلات أهل السنة التي تمر عليها أربعون سنة، وأضاف قائلا: إن كان المسؤولون يقلقون من الانتقادات، فعليهم أن ينظروا إلى الوجه الآخر للقضية أيضا، فأربعون سنة تمر من عمر الثورة، لكن لم تتحقق مطالب أهل السنة في امتلاك مسجد لهم في طهران، ويعاني أهل السنة في الكثير من المدن التي يعيشون فيها كأقليات، ضغوطا ومضايقات في إقامة الجمعة والعيدين.
واستطرد قائلا: رغم مرور أربعة عقود، لم يؤظف في الدولة من أهل السنة كوزير أو نائب لرئيس الجمهورية، ولم يجر توظيف أهل السنة في القوات المسلحة بعد الثورة، مع أن أهل السنة كانوا مؤظفين في القوات المسلحة في النظام السابق.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: لا زالت هناك قيود كثيرة على رحلة بعض العلماء إلى المحافظات الأخرى وزيارة أهلها.
وخاطب فضيلة الشيخ عبد الحميد المسؤولين قائلا: هذه المشكلات والمخاوف هي الوجه الآخر للعملة يجب أن يراها المسؤولون، ويعطونا الحق أن نطرح انتقادنا تحت هذه الضغوطات. لا يعلم المسؤولون كم نتعرض نحن للضغوط من قبل الناس على عدم طرح مشكلاتهم ومطالبهم.
وأضاف قائلا: نحن لا نطرح الكثير من المسائل والمشكلات لأجل الوحدة والأخوة، لئلا يستغل الأعداء القضية، ولئلا تختل الوحدة والأمن. حل المشكلات وكذلك تلبية مطالبهم هي من مخاوف المجتمع السني الذي يكون لصالح الوحدة والأمن الوطني.


الإيمان بالتوحيد والمعاد أكبر رادع من الذنوب والخطايا
وتطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد في القسم الأول من خطبته بعد تلاوة آيات 2 إلى 4 من سورة الأنفال، إلى تأثير عقيدة التوحيد والمعاد في الاجتناب من الذنوب والتغيير في حياة الصحابة، وتابع قائلا: لما ظهر الإيمان بالتوحيد والآخرة، ونبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وحقانية القرآن الكريم في قلوب الصحابة رضي الله عنهم، حدث في حياتهم تغيير وثورة كبيرة.
وأضاف فضيلته قائلا: كان الصحابة يرون الحياة التي كانت قبل الإسلام وكانت معها المادية والوثنية والبعد عن الله تبارك وتعالى، بمثابة الموت، وقد وجدت قلوبهم الميتة الحياة بظهور الإسلام، وتمكنت في قلوبهم محبة الله تبارك وتعالى والخوف من المعاد. ثورة الإيمان كانت ثورة عظيمة أوجدت في الصحابة رضي الله عنهم دافع الإطاعة. الإيمان بالله تبارك وتعالى والاعتقاد الراسخ بتوحيده ويوم القيامة، من أكبر العوامل التي تردع الإنسان من فعل المنكرات والمعاصي.
وأضاف قائلا: بعد الإيمان بالتوحيد لم يكن مكان في حياة الصحابة للمعصية والذنب والشيطان، وتبدلت النفس الأمارة بالسوء إلى نفس مطمئنة، وتبدل الذين لم يكونوا يعرفون الله قبل ذلك، إلى مشتاقين لرؤية الله تعالى.
وأضاف فضيلته قائلا: الصحابة كانوا يطيعون الله والرسول في أصعب ظروف حياتهم. لما نزل الأمر بإعطاء الزكاة، أعطوا أفضل أموالهم كالزكاة، ولما ورد الحكم بالصوم والصلاة والحج، لم يكن في الصحابة من يضيع الصلاة أو يترك الصوم، ولما أمروا بالجهاد الذي كان فيه خطر النفس، أطاع جميع الصحابة رضي الله عنهم.
وأشار فضيلته إلى صعوبات غزوة تبوك قائلا: دافع الصحابة في غزوة بدر، وأحد، والأحزاب وفي أصعب الظروف عن الإسلام. في غزوة تبوك التي كانت المواجهة مع إحدى إمبراطوريتي العالم، حضر الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الثغور، وهذا يدل على قوتهم الإيمانية وتضحياتهم في الدفاع عن الإسلام وإطاعة الرسول الكريم.
وتابع مدير جامعة دار العلوم قائلا: لكن مع الأسف ضعف في عصرنا الإيمان في القلوب، ونقصت محبة الله في القلوب، وأدى ذلك إلى القصور في القيام بالفرائض والاجتناب من الذنوب. المسلم المعاصر لا يجتنب من الكذب والغيبة، والتهمة، وسائر الذنوب الصغيرة والكبيرة، ويصر على المعاصي، لأنه محروم من إيمان قوي يردعه من المعصية ويدفعه نحو المعروف والخير.
وأشار فضيلته إلى صفات المؤمن قائلا: المؤمن من إذا ذكر الله وجل قلبه، وإذا تليت آيات الله يزداد إيمانا. إن الله تعالى هو الذي أحسن إلينا، وكل ما نملكه من الله تبارك وتعالى، ونحن في حصار من نعمه عز وجل، فيجب أن يكون خوف الله تعالى وعظمته في قلوبنا.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى “التوكل” كأحد صفات المؤمنين قائلا: ينبغي الاستفادة من الأسباب، لكن يجب أن يكون الاعتقاد والتوكل على الله تبارك وتعالى. الدنيا دار الأسباب، إذهبوا إلى الطبيب، واستفيدوا من الدواء، لكن تيقنوا أن الشفاء من عند الله تبارك وتعالى، لأن الله تعالى إذا لم يشفك، لن يقدر الطبيب والدواء على شفائك.
وأكد فضيلته قائلا: المؤمنون الصادقون هم الذين يتوكلون على الله تبارك وتعالى، ويصلون، ويزكون، وينفقون مما أعطاهم الله تبارك وتعالى. ولقد بشر الله تعالى هذا الفريق من المؤمنين بالجنة والمغفرة.

1244 مشاهدات

تم النشر في: 7 ديسمبر, 2019


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©