header

طالب فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة عيد الفطر، يوم الأربعاء، في مصلى أهل السنة، المسؤولين بالاهتمام بحقوق أهل السنة في المدن المختلفة والتصدي لممارسة القمع والضغوط الدينية ضد أهل السنة في البلاد.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد مشيرا إلى أهمية تنفيذ العدل في الإسلام: ما يحبه الله تعالى أكثر من الصلاة والصوم والعبادات الفردية، هو العدل وتنفيذه. العدل مهم في الإسلام، وعند أهل السنة من الأركان المهمة، وعند الشيعة من أصول الدين ومن الموضوعات الاعتقادية.
وأضاف خطيب أهل السنة، قائلا: العدل يجلب الأمان، ويثبت الوحدة الوطنية والأمن الوطني. كلنا مسؤولون ومكلفون بتنفيذ العدل، وبالعمل على قول الله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}.
وتابع فضيلته قائلا: كلنا مكلفون أن نراعي العدل في التعامل مع أهلنا وأولادنا، وهكذا الحكام أيضا مسؤولون في التعامل مع الشعب الذي يعيشون تحت راية الحاكمية، بأن يراعوا فيهم العدل ويطبقوا القانون بالنسبة إلى جميع القوميات والمذاهب.
واستطرد مدير جامعة دار العلوم زاهدان، قائلا: الدستور ميثاق وطني لجميع الإيرانيين، وكلنا عاهدنا أن نعمل بكافة مواد هذا الدستور. يجب علينا جميعا أن نراعي القانون، ولا سيما المسؤولون وولاة الأمر مكلفون بتطبيق القانون.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إذا جرى تطبيق القانون، من شأنه أن يؤدي إلى الأمن والهدوء والثبات في البلاد، وتوطيد الأخوة الإسلامية. على المواطنين جميعا وكذلك على المسؤولين مراعاة القانون.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: الحريات التي تم التصريح بها، يجب مراعاتها، وعلى الدولة والحكومة الاجتناب من ممارسة القمع والضغوط المذهبية. الشعب الإيراني أحرار من وجهة نظر القانون في ممارسة طقوسهم ومناسكهم الدينية، ولا ينبغي التضييق عليهم. نحن نطالب اهتمام الدولة والسلطات إلى أهل السنة الذين يعيشون في المدن الكبرى كأقليات، بأن لا تسلب حقوقهم من جانب السلطات والمؤسسات خلافا للدستور، لأنهم أكثر تضررا.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان: الشعب الأحوازى الكريم يعد من الإيرانيين أيضا، ويجب على المسؤولين أن يعتنوا بهم، وأن لا يسمحوا لأحد بسلب حريتهم خلافا للدستور، ليمكن لهم العبادة بأي طريقة يريدون. ولقد ضحى الشعب الأحوازي في الحرب ثمانية سنوات، ويجب أن يكونوا موضع عناية أكثر، ولا ينبغى أن تصبح القضايا الدينية سببا فى تضييع حقوق الشعب.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا:
لكل واحد من الحكومة والشعب حقوق على الآخر، وليس لأحد نقض الدستور. لا ينبغي لنا أن نضع أيدينا في أيدي الذي يريدون الخيانة، لكن الحقوق يجب أن تراعى. وألفّت نظر المسؤولين إلى أنه يجب أن نسعى لتطبيق المواثيق الدولية التي هي للعالم كله، ونسعى أن لا نترك عذرا لأحد، لكن يجب الدفاع من حقوقنا المسملة.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: على البلاد والشعوب المسلمة اليوم أن يعلموا جيدا بأن الطائفية أحياها الأعداء، وهم يستغلونها لتحقيق مصالحهم وينتهزون كل أنوع التنوع في القوميات والشعوب والمذاهب، وكل فرصة لإثارة الاختلافات. على المسلمين أن يسعوا في حل مشكلاتهم بالحوار، ويجتنبوا من الاصطدام ووقوف بعضهم ضد بعض، وتهديد بعضهم البعض.
وأضاف فضيلته: لا ينبغي للمسلمين أن يقفوا بجانب الكيان الصهيوني الغاصب، والولايات المتحدة الإمريكية، وسائر القوى التي تريد الإضرار بمنافع المسلمين. على المسلمين أن يحافظوا على استقلالهم، ويقف بعضهم بجانب بعض، لأن التصعيد مع الأسف ازداد في العالم الإسلامي.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد مشيرا إلى إعلان الأربعاء كيوم العيد قائلا:
نحن لبدء شهر رمضان عملنا على رؤية شهود رأوا الهلال في تشابهار (جنوبي بلوشستان)، وهذه الشهادة قد أيدها الشيخ “عبد الرحمن تشابهاري” الذي هو موثوق عندنا من الناحية العلمية والتقوى. وحول إثبات رمضان لم تكن الشروط صعبة، لأن احتمال الكذب في الشهادة ضعيف. مساء الإثنين جرى سعي كبير لتحري هلال شهر شوال؛ لكن علينا أن نجعل مطلبين نصب أعيننا: ١- الهلال تم رؤيته صباح الثامن والعشرين، ونظرا إلى العرف لا يرى الهلال في اليوم الذي يليه. ٢- المحاسبات العلمية أشارت إلى أن الهلال يغرب بعد دقيقة أو دقيقتين، وتتعذر رؤيته. في شروط مثل هذا تقتضي الوظيفة الشرعية أن نقوم بدارسة دقيقة، وكانت هيئة من العلماء جلسوا داخل المسجد المكي لدراسة الأمر حتى الساعة الثالثة ليلا.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: ما كان يقال أن الهلال رؤي في المنطقة الفلانية كانت إشاعات، واتصلنا بالذين ادعوا رؤية الهلال، حتى قيل أن ثمانية أشخاص رأوا الهلال في المنطقة الفلانية، لكننا لما قمنا بدارسة الأمر وجدنا أن الذي شهد شخص واحد، والأفراد الذي ادعوا رؤية الهلال كانوا معدودين. ولم يكن لدينا شهود حسب نظر الشريعة، وشهادة أناس بشكل متناثر لا تقبل. هذه مسئلة شرعية، ولا يمكن لنا أن نعلن العيد بناء على فتاوى القنوات الفضائية والعيد في بعض البلاد.
وأضاف قائلا: العيد مسئلة تخصصية. حينما لا يؤذن لنا أن نتدخل في تخصص الطب والهندسة، لماذا يتدخل البعض فيما هو تخصص العلماء، ويتهمونهم بأنهم أخّروا العيد حتى لا يتوافق يوم العيد مع ذكرى وفاة مؤسس الثورة في إيران، مع أننا لا نعتقد بشيء اسمه ذكرى الوفاة، وإن كان الشيعة يعتقدون بهذا، لكننا لا نعتقد بهذا.
ورفض فضيلة الشيخ عبد الحميد تهمة التدخل الحكومي في إعلان عيد الفطر، وأضاف قائلا: المؤسسات الحكومية لم تطلب منا مراعاة ذكرى وفاة مؤسس الثورة وعدم إعلان الثلاثاء عيدا. المحافظ وكذلك خطيب الجمعة وممثل الولي الفقيه، لم يطلبوا منا شيئا. نحن عملنا على ما قررته الشريعة. رمضان ليس دائما تسع وعشرين أو ثلاثين يوما على الدوام. وهذا تعليم الرب، وتعليم رحمة للعالمين.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: سوء الظن معصية، ولا تسيئوا الظن إلى العلماء. العلماء أبدوا رأيهم بناء على المشورة، وبرؤية تخصصية حول العيد. من صام يوم الثلاثاء نبارك لهم، ومن أفطروا عليهم قضاء يوم واحد من الصوم.

1389 مشاهدات

تم النشر في: 6 يونيو, 2019


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©