header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

الحج نموذج من حبّ الله والإطاعة الكاملة من تعاليم الشريعة

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (13 ذوالقعدة 1439) بعد تلاوة آية: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}، إلى أهمية فريضة الحج ومكانته في الإسلام، واصفا إياه بنموذج من المحبة الصادقة مع الله تعالى وإطاعة تعاليمه.
وتابع فضيلته قائلا: أول بيت وضع على الأرض هو الكعبة. يدل بعض الروايات ان الكعبة بنيت قبل آدم عليه السلام، ولكن هناك رأي آخر بأن آدم عليه السلام قبل أن يبني بيتا لنفسه، بنى الكعبة. فالكعبة أول مكان للعبادة وأول مسجد بني على الأرض.
وأشار فضيلته إلى تاريخ بناء الكعبة قائلا: هذا البيت أعيد بنائه مرة على يد نوح عليه السلام، ومرة أعاد بنائه سيدنا إبراهيم عليه السلام بتوجيه من جبرئيل عليه السلام. وحينما كان يرتفع جدار الكعبة ولا تصل يد إبراهيم عليه السلام، أرسل الله تعالى حجرا من الجنة ليقوم عليه إبراهيم عليه السلام، وهذا الحجر كان يرتفع كلما كانت حاجة.
واستطرد خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: إن أكبر همّ كان يحمله سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام أثناء بناء الكعبة، أن يكون عملهم هذا مقبولا عند الله تبارك وتعالى، ودعوا لهذه المقبولية. يجب أن يكون أكبر همّ لمن يبنون مسجدا أو يشاركون في عملية خيرية أن يقبل عملهم عند الله تبارك وتعالى ويدعوا لذلك. الدعاء لقبول بناء المسجد من سنن سيدنا إبراهيم عليه السلام.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لما تم بناء الكعبة، دعا إبراهيم عليه السلام بأمر من الله الناس إلى طواف الكعبة وفريضة الحج، ولقد أوصل الله تعالى نداء إبراهيم إلى أسماع الناس وأرواحهم إلى يوم القيامة، بحيث يتوجه الكثير من المشتاقين من أنحاء العالم إلى طواف هذا البيت، والكثير تملأ الرغبة والشوق قلوبهم إلى ذلك.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى مكانة فريضة الحج قائلا: الحج نموذج من المحبة بالله تعالى، والإطاعة الكاملة من التعاليم الإلهية.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان: الحج عبادة لا نظير لها. الحجاج يرتدون ملابس تشبه الكفن، ويؤدون واجبات ومناسك كالسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمرات، والوقوف في صحراء عرفات، وغيرها من المناسك بأمر ربهم.
وأضاف قائلا: الحج مؤتمر عظيم، يجمع البشر من ألوان وألسنة ولغات وثقافات عديدة. الحج فرصة للتوبة والاستغفار وإجابة الدعاء والندامة على القصور والذنوب.
وتابع فضيلته قائلا: إن الله تعالى جعل المسجد الحرام مكانا آمنا ليقوم الحجاج بتأدية الحج في راحة؛ فالحرب والجدال ممنوع فيه، حتى الحيوانات والنباتات تبقى آمنة في هذه الأرض، وليس لأحد أن يقتل بعوضة أو يكسر غصنا للشجرة. لا فسوق في الحج ولا رفث، وليس لأحد أن يجري كلاما قبيحا على لسانه.
وأشار خطيب أهل السنة إلى البركات المعنوية في الحرمين الشريفين، قائلا: جعل الله تعالى في هذه الأرض بركات معنوية كثيرة؛ وإن أجر أداء صلاة في المسجد الحرام يعادل أجر مائة ألف صلاة في غيرها، وإن صلاة في المسجد النبوي تعدل خمسين ألف صلاة في غيرها.
وتابع فضيلته قائلا: من استجيب دعائه في العرفات، فكأن حجه أصبح مقبولا، ويعود إلى أهله وكأنه ولد من جديد، فقد برأ من المعصية والإثم. في عرفات وبعد مناسك الحج تحدث ولادة جديدة للإنسان.
وأوصى فضيلة الشيخ عبد الحميد الحجيج قائلا: على الحجاج الكرام أن يراعوا حرمة الحج وأدب الحرمين الشريفين. لا ينبغي الكذب والتهمة والغيبة والكلام العابث في هذه الأمكنة. يجب أن يكون همّ الحجاج كلهم أداء مناسك الحج، وأن يكون لهم حج مقبول ومبرور، وعلى الحجاج أن يرافقوا طوال الحج العلماء والذين لديهم معرفة بأحكام الحج ومسائله.

1559 مشاهدات

تم النشر في: 29 يوليو, 2018


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©