header

أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة عيد الفطر 1439 على لزوم إعادة النظر والتغيير في السياسات الداخلية والخارجية للبلاد، نظرا إلى تغير الظروف العالمية في المجالات المختلفة، معتبرا هذا التغيير اقتضاء الظروف ومطلب الشعب الإيراني.

وتابع فضيلته قائلا: الظروف الراهنة تختلف عن الظروف التي مر عليها أربعون سنة، والتي تم فيها تدوين الدستور من جانب مجلس خبراء الدستور ورجال السياسة في البلاد. الزمان يمر بسرعة وتحدث ظروف جديدة.
وأضاف فضيلته: من الخطأ الإصرار على السياسات والقوانين التي دونت قبل عشرة سنوات أو قبل عشرين سنة. النظام لا يمكن أن يتطور وينجح في العالم إلا إذا تحرك وفقا لظروف العصر. هذا لصالح النظام والشعب أن يطوروا سياساتهم وقوانينهم وفقا لمقتضيات الزمان.
وأكد خطيب أهل السنة على لزوم إعادة النظر في السياسات الداخلية والخارجية للبلاد، وتابع قائلا: السياسات الخارجية وكذلك الداخلية بحاجة إلى إعادة النظر والتغيير. هذا التغيير هو من مقتضيات الظروف العالمية، وكذلك الشعب الإيراني يطالب بإعادة النظر والتغيير في القوانين والسياسات الداخلية والخارجية. إن لم تصلح السياسات الخارجية والداخلية بالطريقة الصحيحة، سنواجه مشكلات كثيرة. دستور البلاد عندنا من الدساتير الراقية لكنه يحتاج إلى تغيير وإصلاح.
وأضاف فضيلته قائلا: مع الأسف هذا الدستور أيضا لا يطبق في كثير من مواده، وفي الكثير من مواده ترجح رغبات الأشخاص والأفراد على الدستور. البعض من المؤسسات والجهات ترى نفسها فوق الدستور، وبفرض الرغبات الشخصية يتركون القانون تحت أرجلهم.

العصبيات القومية والطائفية تسوق الأمم نحو الانحطاط

وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على لزوم “الاجتناب من العصبيات القومية والطائفية”، قائلا: من التحديات التي تهدد المجتمع البشري، التعصبات القومية والطائفية العمياء. التعصبات القومية والطائفية تسوق المجتمع نحو الانحطاط والتخلف. الأمم التي ابتليت بالعصبيات القومية والمذهبية تظل متخلفة غير متقدمة.
وأعرب خطيب أهل السنة عن أسفه بسبب وجود العصبيات القومية والطائفية: مع الأسف نحن نواجه في بلادنا العصبيات القومية والمذهبية التي هي عراقيل تجاه التقدم والرقي. هذه العصبيات كانت من موانع وصول الشعب الإيراني إلى المكانة المطلوبة التي تليق به.
وأضاف قائلا: لقد تجاوز الكثير من الشعوب المتطورة والراقية حدود التعصبات القومية والطائفية، وتفكر في مبدأ المواطنة وفي الإنسانية كلها. في وجهة نظر الشعوب المتطورة والراقية، يبقى أتباع الديانات والمذاهب كلها أحرارا يمارسون طقوسهم الدينية وفقا لمعتقداتهم.
وتابع فضيلته قائلا: ليس من حقنا التدخل في مسائل الناس الدينية والمذهبية والاعتقادية. الشريعة الإسلامية والدستور أعطيا الحرية في مجال المسائل الاعتقادية وتأدية العبادات للجميع.

ليس من حق أي مؤسسة أو فرد أن يكون مانعا من صلاة الناس وعبادتهم

وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى بعض المضايقات والمنع عن صلاة العيد والجمعة في بعض المدن الكبرى، وتابع قائلا: مع الأسف الحرية التي وفرها الدستور في المجالات الدينية والمذهبية والاعتقادية للشعب الإيراني، لا توجد في بعض مدن إيران. هناك أفراد ومؤسسات يمنعون من صلاة العيد والجمعة في ثوب مؤظف الحكومة. الشعب الإيراني يريدون أن تزال هذه الموانع.
وأكد فضيلته قائلا: يجب أن تراعى الحريات المدنية للشعب. ليس لأحد أن يكون مانعا من صلاة الناس وعبادتهم. المنع من الصلاة مغاير لتعاليم الدين. نحن لسنا تكفييريين لنصدر فتاوى الكفر، لكننا نشك في المسلم الذي يمنع من إقامة الصلاة. الصلاة ليست بأمر يخاف الإنسان منها أو يشعر بالخطر منها.
وأكد فضيلة الشيخ قائلا: على الحوزات العلمية والعلماء والشخصيات الدينية لأهل السنة والشيعة أن يشاهدوا العالم والظروف الراهنة. العالم يتنافس في مجال توفير الحريات المدنية للمواطنين، ويرونها من الحقوق الأصلية للمواطنين.
وتابع فضيلته قائلا: على الأقل يجب أن نراعي الحريات التي أعطاها الدين الإسلامي والدستور للشعب. يجب أن نراعي لشعوبنا الحريات التي أعطاها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وسيدنا علي رضي الله والخلفاء الراشدون في صدر الإسلام لمجتمعاتهم.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: يجب أن نوفر الحريات السياسية، كالحريات الدينية والمذهبية وحرية الرأي والقلم للشعب. يجب أن يكون الشعب الإيراني أحرارا كسائر شعوب العالم. توفير الحريات الدينية والمذهبية والسياسية تسوق البلاد نحو التقدم والإعمار والتطور، وتكون سببا للسمعة الطيبة للبلاد.
استنكر فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة العيد ضيق النظر، واستطرد قائلا: النزاعات التي يعاني منها العالم الإسلامي كلها نتائج ضيق النظر والعصبيات القومية والمذهبية. على المؤسسات والإدارات أن توسع نطاق تفكيرها، وعلى المسؤولين أن يطردوا من صفوفهم الأناس الضيقي النظر الذين تبدلوا إلى تحد للبلاد.
وانتقد فضيلته أيضا إهمال تنفيذ مرسوم مرشد الثورة، وتابع قائلا: لماذا لم ينفذ مرسوم مرشد الثورة كالشخص الأول في البلاد الذي كلف أركان النظام ومؤسسات الدولة بمراعاة حقوق القوميات والمذاهب، والابتعاد من التمييز؟ وإن كان البعض يرون هذا المرسوم مرسوما لمرحلة خاصة، لكنه مرسوم حقيقي يجب على مجلس الأمن القومي أن يرسلها كتعميمات إلى كافة المؤسسات والإدارات.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: المكون السني في إيران لديهم قلق جاد، يجب أن يجري الاهتمام بهم، فكلنا من السنة والشيعة مواطنون لهذا الوطن. فكما أن الشعب الإيراني مشاركون جميعا في الدفاع عن سيادة الوطن وتوفير الأمن للبلاد، لا ينبغي أن يكون بينهم تمييز في سائر المجالات.
وأضاف رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان: الحمد لله لا نفرق بين الشيعة والسنة، فكما أن لدينا حساسية بالنسبة إلى أموال السنة ودمائهم، هكذا لدينا حساسية أكثر بالنسبة إلى أموال الشيعة ودمائهم وأعراضهم.

لقد حان الوقت للاهتمام إلى مطالب أهل السنة بعد أربعة عقود

وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على لزوم متابعة الحقوق المشروعة لأهل السنة، وتابع قائلا: نحن نعتقد أن الحقوق القانونية المشروعة للشعوب يجب أن تتابع، وأفضل الطرق للوصول إلى الحقوق، هي الطرق القانونية، فيجب على ممثلي البرلمان وكذلك العلماء ورؤساء القبائل والنخب وسائر المسؤولين أن يسعوا في تحقيق هذه الحقوق القانونية للمواطنين.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: لقد حان الوقت ليلبي المسؤولين مطالب الشعب الإيراني لا سيما أهل السنة، ويحققوا مطالبهم التي يطالبونها منذ أربعة عقود. قلت في حفلة ضيافة الإفطار التي أقامها مكتب رئيس الجمهور للعلماء ونخب أهل السنة، أن النظام بلغ الأربعين من عمره، وعادة يبلغ الإنسان رشده وكماله في الأربعين؛ على الجمهورية الإسلامية أن تعيد النظر في سياسات البلاد، وتوصل نفسها إلى البلوغ والكمال.
وأوصى فضيلة الشيخ عبد الحميد البلاد الإسلامية بمراعاة حقوق الأقليات، وتابع قائلا: على البلاد الإسلامية أن تراعي حقوق الأقليات. أوصي الجمهورية الإسلامية في إيران وسائر البلاد بمراعاة حقوق الإنسان وحقوق الأقليات.
وتابع فضيلته قائلا: الإسلام أعظم دين، والدين الإسلامي يوصي بمراعاة حقوق البشر، والإسلام ضمن الحرية للبشر ما لم يبتلوا بالفساد والظلم والمعصية، فالظلم والفساد يسوقان المجتمع نحو الدمار.

نتفاءل بوحدة المسلمين في بدء رمضان وعيد الفطر

تفاءل فضيلة الشيخ عبد الحميد بوحدة المسلمين في بدء رمضان وكذلك نهايته، وأضاف قائلا: نتفاءل بالوحدة التي حصلت في بدء رمضان ونهايته بأن الله تعالى يريد أن يوحد المسلمين.
وتابع قائلا: على المسلمين والبلاد الإسلامية أن يكونوا واعين حذرين، فالأعداء يريدون إثارة الفرقة والطائفية بينهم لتحقيق منافعهم ومصالحهم، وتوفير أمن الكيان الصهيوني، ويريدون إثارة النزاع والخلاف بين البلاد الإسلامية وبين المسلمين.

1558 مشاهدات

تم النشر في: 16 يونيو, 2018


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©