header

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة هذه الجمعة (26 جمادى الأولى 1438) بعد تلاوة آية “كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ”، إلى مكانة هذه الأمة وفضلها على الأمم الأخرى، معتبرا “الإيمان وإصلاح المجتمع” معيارا لهذه الأفضلية.
وأضاف فضيلته قائلا: إن الله تعالى وصف هذه الأمة بالأمة الوسط، وخير أمة بين الأمم. خلق الله هذه الأمة لتنفع الناس.
وتابع فضيلته قائلا: أمة بني إسرئيل كانت مفضلة على الأمم التي في عصرها، لكن أمة محمد صلى الله عليه وسلم فضلت على الأمم كلها إلى يوم القيامة، لأنها تتبع أفضل رسول ويعبد الله تعالى أفضل. كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضل على سائر الأنبياء بسبب جهوده وتضحياته، هكذا أصحابه قد ضحوا بالنسبة إلى أصحاب الأنبياء السابقين، وفضلوا على الحواريين وأصحاب سائر الأنبياء. الأمة المسلمة أيضا تفضل على الأمم السابقة. يوم القيامة لن تدخل أمة الجنة قبل أن تدخلها هذه الأمة.
ووصف خطيب أهل السنة “الإيمان والعمل الصالح” من الخصائص البارزة لهذه الأمة قائلا: للأمة المسلمة خصيصتان بارزتان تفضلانها على الأمم الأخرى؛ إحدهما الإيمان، والأخرى العمل الصحيح. الإيمان صفة بارزة لهذه الأمة حيث تهتم قبل كل شيء بالإيمان. الأمة المسلمة صالحة ومصلحة تهتم بعبادة الله بالنفس والمال، وتأمر غيرهم بعبادة الله تعالى.
واستطرد فضيلته قائلا: أنبياء الأمم السابقة كانوا يتولون قيادة الأمور السياسية والعبادية، وعلى الأمة المسلمة أن تكون حاضرة في كافة المجالات الإصلاحية والسياسية في المجتمع. يجب الوقوف ضد المنكرات والمعاصي، أو الذين يشيعون المنكرات والمفاسد في المجتمع.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: معيار أفضلية الأمة المسلمة على سائر الأمم أن تقوم برسالة الإصلاح وهداية المجتمع، وتكون رحمة للعالمين. إذا ماجت في المجتمع الغفلة عن الصلاة وماج الفساد والمعصية وفرحنا نحن بأننا خير أمة، لا فائدة في هذا، بل الفرح الأصلى أن نعمل برسالتنا.
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد الأمة المسلمة “رحمة للعالمين” قائلا: لا ينبغي للمسلمين أن يعرفوا أنفسهم بالعنف والاغتيال للعالم، لأن هذه الأمة ليست أمة التطرف والإرهاب. هذه الأمة يجب أن يكون ذات نظرة واسعة، وهي رحمة للعالمين؛ كما أن الله تعالى وصف نبي هذه الأمة بـ”رحمة للعالمين”.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: يجب على المتطرفين من الشيعة والسنة أن يعرفوا أن طريق الأمة ليست طريق التطرف والعنف. الأمة المسلمة يجب أن يكون سبب الخير والبركة للعالم. الجهاد في الشريعة مشروع مقابل المعتدين والمستكبرين الذين لا يعرفون لغة الحوار والمنطق، ويظلمون الناس ويضيعون حقوقهم.
وأكد خطيب أهل السنة قائلا: إصلاح المجتمع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الوظائف الذاتية للأمة المسلمة. يجب علينا جميعا أن نريد الخير للمجتمع البشري، ونسعى لإصلاح المجتمع وتزكيته، ونسوق المجتمع نحو العمل على الشريعة والأخلاق الحسنة. في عصرنا يبين في المجتمع كتاب الله وسنة رسوله، ويشرح العلماء المسائل الدينية، ولا يوجد عذر لأحد في مجال القصور في العمل على الأحكام الدينية.
وتابع فضيلته قائلا: ما يقوله البعض أنّ أحكام الشريعة تفوق طاقتنا ولا نقدر العمل عليها، هذا كلام غير صحيح، لأن الله تعالى لا يكلف الناس ما لا طاقة لهم به. فلا يوجد حكم في الإسلام يستحيل العمل عليه.

المستقبل لمن يهتمّون بالعلوم
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من الخطبة إلى أهمية العلوم الدينية والعصرية قائلا: المستقبل لمن يهتمون بالعلم. لذلك يجب أن نجعل التخطيط لتربية الأولاد وتعليمهم نصب أعيننا وموضع اهتمامنا، ليدرس أولادنا العلوم الدينية والعصرية، ويكونوا أفرادا مفيدين في المجتمع.

 

1820 مشاهدات

تم النشر في: 22 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©