header

أوصى فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة هذه الجمعة (14 ربيع الثاني 1438) المصلين وخاصة التجار وأهل السوق بكسب الحلال، ومراعاة الأحكام الشرعية في المعاملات.
وقال فضيلته: الدين الإسلامي خير تعليم في كافة المجالات وأبعاد حياة البشر، حيث يرشد الإنسان إلى الصراط المستقيم والطريق الوسط. للإسلام تعاليم وبرامج في مجالي التعايش والمعاملات بجانب العقائد.
وأضاف فضيلته قائلا: إن الله تعالى نصح الناس بواسطة الرسول صلى الله عليه وسلم، في مجال المعاملات والتجارة والزراعة والصناعة وسائر المجالات التي يحتاج إليها البشر. الدين الإسلامي أكد على ضرورة كسب الحلال بوضع قوانين وتعاليم، واعتبره من ضمن الفرائض والعبادات.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: مع الأسف الكثير من المعاملات في أسواقنا فاسدة، مع أن المال الحاصل من طريق المعاملة الفاسدة وغير الشرعية محرم. لدينا مسؤولية أن نكتسب من الحلال، ونطعم من نتكفلهم الحلال.
وأكد فضيلته قائلا: روى عبد الله بن عمر رضي الله عنه “من اشترى ثوبا بعشرة دراهم، وفيه درهم حرام، لم يقبل الله له صلاة مادام عليه”، علينا جميعا أن نكون حذرين بالنسبة إلى المال الذي نكتسبه ليكون من طريق الحلال. طلب الحلال عبادة في نفسها، وعمل صالح. الذين يكتسبون الرزق من طرق التجارة، ورعي الماشية، والزراعة، والصناعة، والخياطة و… في الحقيقة هم في عبادة لله تعالى.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: السعي لتلبية الحاجات المادية للأهل والأولاد من طرق الحلال صدقة وفيها أجر، ولكن إذا كان هذا المال من الطريق المحرم، لا ينال المرء أجرا وثوابا، بل يكون مرتكبا للمعصية.
واستطرد مدير جامعة دارالعلوم زاهدان قائلا: الأحاديث والروايات أثنت على التاجر الذي يراعي في تجارته الصداقة والأمانة. ورد في الحديث الشريف: “التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء”، لأن تاجرا مثل هذا وإن كان مشتغلا بأمر مادي، لكنه في امتحان عظيم، لذلك يحشر مع الأنبياء والصديقين بسبب مراعاته الصدق والأمانة.
وأضاف فضيلته: التاجر الذي لا يكذب عند البيع، وإن كان عيبا في السلعة أظهره للمشتري، ولا يمدح المبيع بما يخالف الواقع، فهو تاجر صدوق. من باع متاعة بالكذب والحلف الكاذب، ستزول البركة من رزقه وماله.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: مراعاة الصداقة في التجارة مهمة وضرورية. الصداقة والأمانة في البيع تسببان الرقي والتطور، لكن إذا لم تراع الصداقة والأمانة في المعاملات، بل عمت الخيانة فيها، تزول البركة من الحياة وهذا الأمر يكون سببا للفشل في المعاملات.
وأكد خطيب الجمعة في نهاية هذا القسم من الخطبة على ضرورة العمل والسعي قائلا: تعاليم القرآن الكريم والسنة مخالفة للبطالة، وحرضت الإنسان على العمل والصناعة والاستفادة من كد اليمين، ومنعت من السؤال. في الرواية أن رجلا من الأنصار، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله، فقال: لك في بيتك شيء؟ قال: بلى، حلس نلبس بعضه، ونبسط بعضه، وقدح نشرب فيه الماء، قال: «ائتني بهما» ، قال: فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، ثم قال: «من يشتري هذين؟» فقال رجل: أنا آخذهما بدرهم، قال: «من يزيد على درهم؟» مرتين أو ثلاثا، قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين، فأعطاهما الأنصاري، وقال: «اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدوما، فأتني به» ، ففعل، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشد فيه عودا بيده، وقال: «اذهب فاحتطب ولا أراك خمسة عشر يوما» ، فجعل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فقال: «اشتر ببعضها طعاما وببعضها ثوبا» ، ثم قال: «هذا خير لك من أن تجيء والمسألة نكتة في وجهك يوم القيامة، إن المسألة لا تصلح إلا لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو دم موجع».
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى رحيل آية الله رفسنجاني، معتبرا “التغيير الحاصل في الرؤى والاتجاهات السياسية له” سببا لشعبيته الأخيرة لدى الشعب الإيراني.
وقال فضيلته: آية الله رفسنجاني تولى مسئوليات مهمة كرئاسة الجمهورية، ورئاسة المجلس، ورئاسة مجلس خبراء القيادة، ورئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام.
وأشار إمام وخطيب أهل السنة إلى التحولات السياسية في آية الله هاشمي قائلا: آية الله رفسنجاني أحدث أخيرا تغييرات في اتجاهاته السياسية، وهذه التغييرات كانت سببا لشعبيته الأخيرة لدى الشعب الإيراني. الأقوام والمذاهب أيضا كانت اتجهت نحوه بسبب هذه التغييرات.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: آية الله رفسنجاني كان يعتقد أن إيران هي للإيرانيين جميعا، ولا ينبغي أن يكون تمييز بين الشعب الإيراني، بل يجب مراعاة حقوق الجميع بطريقة متساوية، ويجب أن توفر الحريات المدنية في البلاد.

 

 

1946 مشاهدات

تم النشر في: 22 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©