header

أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة، على ضرورة متابعة حقوق أهل السنة في إيران من طرقها المشروعة والقانونية، معتبرا “الاهتمام بحقوق الأقوام والمذاهب” إرادة غالبية الشعب الإيراني.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، في كلمته التي ألقاها مساء الخميس (30 جمادى الأولى 1437) في الجامع المكي بمدينة زاهدان، في جلسة “لقاء الطلبة الجامعيين السنّة مع العلماء والمفكرين”، والتي شارك فيها المئات من الطلبة من مختلف الجامعات الحكومية ومن شتى المحافظات الإيرانية، إلى انتشار التطرف في العالم قائلا: العالم المعاصر يواجه التطرف والإفراط أكثر من أي وقت مضى، والسبيل الوحيد للخروج من الأزمات، هو العودة إلى القرآن والسنة.
وأضاف فضيلته قائلا:عندما ندرس هذه الأزمات بدقة، نجدها معلولة لعلل. للتخلص من الأزمات المعاصرة، لابد من دراسة عللها وجذورها. مكافحة المعلول بدل العلل، لا تحل الأزمات والمشكلات الراهنة في العالم الإسلامي.
وأكد خطيب أهل السنة على ضرورة الاعتدال والوسطية قائلا: الاعتدال والوسطية طريق لا يصل إلى المأزق أبدا. المتطرفون ومن يضيعون حقوق الناس، يجب أن نعلم جيدا، أنهم سوف يواجهون المآزق، وإن سياستهم ستفشل في يوم ما.
وتطرق عضو المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي إلى بيان اتجاه أهل السنة في إيران، قائلا: منهج أهل السنة في إيران واتجاهم، طريق الاعتدال والوسطية. يعتقد أهل السنة أن خير المناهج، هو منهج الاعتدال، ويجب الاجتناب من العنف والتطرف؛ لأن العنف وقتل الأبرياء، طرق غير مشروعة لا مبرر لها شرعا ولا عرفا.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إيران وطننا، ونحن كأهل السنة ننتمي إلى هذا الوطن، ونريد إعمار الوطن، ولا نسمح بالجهات والجماعات التي تحمل أفكار متطرفة أن يدخلوا بلادنا، لأن هذه الأفكار تضر بمجتمعنا. منهجنا هو دعم الاعتدال والأخوّة والوحدة. نحن مع الأمة الواحدة.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان: أهل السنة في إيران يطالبون حقوقهم القانونية، ويتابعونها بالحوار ومن طرقها المشروعة. نعتقد أن الحوار والقانون خير وسيلة لتحقيق الحقوق.
وأردف فضيلته: توظيف المؤهلين من الأقوام والمذاهب، والانتفاع بالحريات المدنية، والرؤية المتساوية، من أبرز مطالبات أهل السنة في إيران. فإذا واجهنا في تحقيق الحريات القانونية مشكلات في بعض المناطق، نعالجها من طرقها القانونية.
واستطرد فضيلته قائلا: تعتقد أكثرية الشعب الإيراني بأن تُعامَل الأقوام والمذاهب جميعا معاملة متساوية، وتراعى حقوقهم القانونية. في دولة التدبير والأمل نال بعض المناطق السنية بعضا من حقوقها وتحسنت الأوضاع بالنسبة إلى الماضي، لكن لم تحدث تغييرات في بعض المناطق، وما زالت المشكلات موجودة والمطالب قائمة. نرجو أن تحل هذه المشكلات بالمتابعات وكذلك باهتمام المسؤولين، وتحقق مطالبهم.

لا تألوا جهدا في سبيل العلم:
وخاطب فضيلته الطلبة قائلا: وصيتي لكم أن لا تألوا جهدا في سبيل اكتساب العلوم، واشتغلوا بالدراسة مع النشاط والحيوية. بدل أن تفكروا في الحصول على الشهادة والتوظيف والمنافع الذاتية، فكروا في اكتساب العلوم وخدمة المجتمع البشري.
وتابع فضيلته قائلا: يجب أن يتشجع أولادنا لدراسة العلوم، لأننا ما لم نتقدم في العلوم، لا نستطيع أن نكون شعبا ناجحا.
وحذر فضيلته الطلبة وطبقة الشباب من الغزو الثقافي الغربي الواسع الذي ينشر الخلاعة والهروب من الدين، داعيا إياهم بمراعاة الوعي والحذر في الظروف كلها، والتزام التقوى والعمل على تعاليم القرآن والسنة.

الأنبياء كافحوا أزمات عصورهم:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في القسم الأول من خطبته إلى موضوع الحفلة (الأزمات الراهنة وحلولها في ضوء تعاليم القرآن والسنة) قائلا: إن البشر واجه أزمات عبر التاريخ وليس في عصرنا فحسب. تلك الأزمات كانت في المجالات العقدية، والاخلاقية، والسياسية، والاجتماعية. إن الله تعالى بعث الأنبياء وأنزل الكتب، لينقذوا ويخرجوا البشر من هذه الأزمات.
وأضاف فضيلته قائلا: بعث الله الأنبياء والرسل لينقذوا البشر من الإفراط والتفريط. هذا من أهم أهداف بعثة الأنبياء والرسل.
واعتبر مدير جامعة دار العلوم “العودة إلى تعاليم القرآن والسنة” الطريق الوحيد للنجاة من المشكلات، قائلا: الإسلام دين الفطرة، وله تعاليم في كافة شؤون الحياة. الإسلام دين الاعتدال، والحضارة الإسلامية أرقى الحضارات. إن الله تعالى أحب الإسلام دينا ورضي به، وهو الطريق الوحيد لنجاح البشر.
وأشار فضيلته إلى مكانة القرآن والسيرة النبوية، قائلا: القرآن كتاب لا مثيل له؛ يعجز الأعداء أن يأتوا بمثله. القرآن معجزة خالدة غيرت مصير البشر. القرآن الكريم خلاصة الكتب السماوية، والسيرة النبوية خلاصة سير الأنبياء جميعا. الدين الإسلامي خلاصة الأديان كلها.
وأضاف فضيلته قائلا: مع الأسف المودة لليهود والنصارى من المشكلات الكبيرة التي يواجهها المسلمون في عصرنا. الإسلام دين يكافح الظلم والاستكبار، وإنما الجهاد ضد المعتدين الطغاة الذين لا يعرفون لغة الحوار.

1233 مشاهدات

تم النشر في: 20 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©