header

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (10 جمادى الأولى 1437) بعد تلاوة آية “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”، إلى ضرورة احترام الأكابر ومراعاة الأدب، كما حذر فضيلته من الطائفية.
وقال فضيلته: إن سورة الحجرات سورة عظيمة. في هذه السورة هدي وتعاليم، إن راعيناها سنملك حياة طيبة مع الأمن والسلامة والهدوء.في البداية علمتنا آيات هذه السورة الاحترام إلى الأكابر ومراعاة الأدب معهم، وبدأ بتعظيم ذات الرسول صلى الله عليه وسلم. تجب مراعاة حرمة كل إنسان حسب المكانة التي هو عليها. لقد وصف القرآن من لا يراعي حرمة الأكابر ومكانتهم، بمن يفتقدون العقل. فالإنسان المثقف يراعي الآداب جميعا.
وأضاف فضيلته قائلا: لقد علمنا الله تعالى أن الإنسان الفاسق لو أتانا بنبأ، يجب أن نتبين قبل اتخاذ القرار. فربما أريقت دماء أبرياء بسبب نبأ غير صحيح، ثم ظهر بعد التبيّن أن القاتل كان شخصا آخر. وقد تجادلت قبيلتان، أو تشاجرت أسرتان بناء على نبأ، ثم بعد البحث تبيّن أن الخبر كان كاذبا، أو أسيء فهمه أو لم يكن مطابقا للواقع.
الطائفية تضر بالدين والدنيا:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبته إلى بعض مضار الطائفية والاختلافات قائلا: يعلم من دراسة الكتاب والسنة أن الطائفية والاختلافات لا تضر بالدنيا فحسب، بل تضر بالدين أيضا. النزاعات والطائفية مضرة للجميع، ويخسر جميع الأطراف بها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ترك الكذب وهو باطل بني له في ربض الجنة، ومن ترك المراء وهو محق بني له في وسط الجنة”.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إن الهروب من النزاع والخلاف ضروري جدا. فالجدالات والنزاعات لها أضرارها الاقتصادية والمادية والثقافية. الاختلافات والنزاعات تكون سببا ليلجأ طرفا النزاع إلى الكذب والغيبة والسخرية والافتراء. والسخرية والافتراء يسببان الكراهية والنزاع، ولقد منع الله تعالى عن الاستهزاء. فكلنا من آدم وآدم من تراب.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، وجميعنا أولاد آدم، وآدم من تراب. لا ينبغي التكبر والفخر. أساس الكرامة التقوى. يجب التجنب من التخاطب بالأسماء القبيحة والسيئة، والتجنب من الإساءة أيضا، لأن الكثير من الظن إثم ومعصية، إلا أن يكون على بينة.
وتابع رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في سيستان وبلوشستان قائلا: مع الأسف كثرت إساء الظن في مجتمعاتنا. الكثير من الناس بناء على أوهامهم ومزاعمهم يظنون السوء بالنسبة إلى غيرهم. يجب أن نحسن الظن إلى غيرنا، ونستر عيوب غيرنا، ونتهم أنفسنا دائما بدل أن نتهم غيرنا، ولا نتتبع عيوب الناس، إلا في عقد صفقة أو نكاح أو انتخاب مرشد أو أستاذ.
يجب على المرشحين الاجتناب من الكذب والاتهام والافتراء:
وأكد خطيب أهل السنة على ضرورة مراعاة الأخلاق الإسلامية أيام الحملات الانتخابية قائلا: نظرا إلى كثرة المرشحين في الانتخابات القادمة، يجب الاجتناب من الغيبة والاتهام، وإساء الظن والافتراء، لنشهد انتخابات نزيهة. مع الأسف يبيع الكثير دينهم بالدنيا ولا يراعون الأخلاق هذه الأيام.
وأكد فضيلته قائلا: الصداقة والأمانة مهمتان، وهما من أبرز الصفات الأخلاقية في الثقافة والحضارة الإسلامية. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معروفا بالصدق والأمانة قبل البعثة.
فيجب علينا جميعا الاجتناب من الكذب، لأن الكذب من الكبائر والموبقات التي تستنزل لعنة الله تعالى وسخطه.
وأردف فضيلته: إن مرعاة الأمانة أيضا ضرورية. الإدلاء بالصوت في الانتخابات أمانة يجب الاحتفاظ بها، ولينظر كل واحد إلى من يفوض هذه الأمانة.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد في نهاية خطبته على ضروة انتخاب الأصلح من بين المرشحين في هذه الانتخابات قائلا: يجب أن تعقد الانتخابات بصحوة ووعي كاملين. وصيتي لأهل زاهدان والمحافظة ان يختاروا الأصلح الذي يكون مفيدا ونافع، يليق بأن يكون ممثلا عنّا في مجلس الشورى الإسلامي، ولنعلم أن اختيار ممثلين جديرين، مجربين، ومثقفين، عزة للوطن والشعب.

1761 مشاهدات

تم النشر في: 20 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©