header

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (3 جمادى الأولى 1437)، إلى أهمية التوحيد والرسالة والمعاد، كأصول موحدة بين الأديان كلها.
وقال فضيلته: إن الأديان السماوية كلها اتفقت في الأصول الثلاث؛ التوحيد والنبوة والمعاد. أكدت تعاليم الأديان كلها على أن الله تعالى هو الواحد الأحد الذي لا شريك له، خلق الكون كله، وما من شيء إلا يسبح بحمده. هو الله الواحد الذي لا شريك له، والأنبياء والأولياء والملائكة وغيرهم، عباد الله تعالى ومسلمون خاضعون له.
وتابع فضيلته قائلا: الأصل الثاني المتفق بين الأديان هو “النبوة”. الأنبياء يبلغون رسالات الله إلى العباد. النبوة أصل في الأديان. عبر التاريخ كانت النبوة من المسائل الاختلافية بين أهل الحق والباطل.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: المعاد والإيمان بالبعث بعد الموت أيضا من الأصول التي اتفقت عليه الأديان السماوية. بعث الله تعالى الرسل ليخبرونا عن أحوال القيامة، وليحذرونا بأن القيامة حق؛ يوم يلقى الإنسان ربه، ويرى نتائج أعماله من الخير والشر. القيامة يوم الحساب والكتاب.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لقد أنذرنا الله تعالى ببعثة الأنبياء أن لا نغفل عن الآخرة، ولا ننسى الحساب والكتاب. يوم القيامة لا ينفع الندم أمام الله تعالى، لأن الله تعالى بعث الأنبياء ليخبرونا عن يوم القيامة ويوم الحساب والكتاب.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إن العقل أيضا يرشد الإنسان إلى حقانية القيامة. إن عدل الله تعالى يقتضي أن يكون حساب وكتاب، وأن يجزى المحسنون على حسناتهم، والمسيئون على سيئاتهم. في الدنيا يعيش المسلم والكافر، والمحسن والمسيء معا، جنبا إلى جنب، لكن يجب أن يكون مكان يجازي فيه الله تعالى المحسنين، وأن يعاقب من ظلم وغفل عن ذكر الله تعالى.
وأكد خطيب أهل السنة على ضرورة الاستعداد ليوم القيامة قائلا: حياة الدنيا قصيرة، يجب أن نفكر للآخرة في حياة الدنيا، ونفكر في إعمار القبر؛ والآخرة إنما تصلح بالأعمال الصالحة والحسنات. الذي يشتغل بحياة الدنيا ويغفل عن الآخرة، ولا يستعد لآخرته، يخسر ويتضرر.
وتابع فضيلته قائلا: علينا أن لا ننس الآخرة، ونستعد لها، ونحيي ذكرها في بيوتنا لأولادنا. ورد في الحديث الشريف “أكثروا ذكر هاذم اللذات”.

لابدّ من انتخاب أشخاص يفكرون لمصالح الشعب:
وفي قسم آخر من خطبته، أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى اقتراب موعد الانتخابات، قائلا: إن الانتخابات من الامتحانات الوطنية، يجب أن تكون لنا مشاركة واسعة في هذا المجال.
وأضاف فضيلته: إن كان مطلب شعبنا من مجلس صيانة الدستور أن يُظهر سعة صدر أكثر ويؤيد مرشحين أكثر، ليمكن للشعب الانتخاب من قائمة أطول، ضمن هذا، الرجاء في تأييد مرشحين جدد، يجب أن نسعى في اختيار الأصلح في هذه الانتخابات لمجلس الشورى الإسلامي.
وأكد خطيب أهل السنة قائلا: نجتنب من جعل الانتخابات انتخابات قومية أو طائفية، بل يجب أن نجعل الأهليات والجدارة نصب أعيننا، ونصوّت لصالح من يفكر لمنافع عامة الناس. يجب الاهتمام إلى أصل “الأهلية” التي هو أصل مقبول بين الشعوب.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد: برأيي، المرشح الأصلح للبرلمان من يفكر في مصالح الشعب، ويمتلك أهلية وصلاحية وتعاملا قويا مع الناس. وصيتي للشيعة والسنة في المحافظة أن يشكلوا تحالفات لحفظ الوحدة.
وتابع قائلا: طلبي من أهل المحافظة أن يصوتوا في الدرجة الأولى لمن يقرّب الشعب بعضهم من بعض، وأن يدافعوا عن حقوق الناس. يجب أن يُنتخب مرشحون يساعدون المسؤولين في المحافظة على خدمة الشعب ومساعدتهم.

نحمي كل بنك يسعى في تطبيق قوانين الشريعة:
وأشار خطيب الجمعة في زاهدان إلى تدشين فرع فقهي لبنك الأنصار في زاهدان قائلا: من المناسب أن أشكر مسؤولي بنك الأنصار على افتتاح هذا الفرع في زاهدان. في هذا الفرع سيشرف عالمان على أعمال البنك، أحدهما سني والآخر شيعي، خبيران بالقضايا والمسائل الفقهية، لتكون مسائل هذه الشعبة بعيدة عن الربا وشائبتها.
وأضاف فضيلته قائلا: توجد في بلادنا دوافع مراعاة المسائل الشرعية في الشؤون المصرفية والبنكية، وبنك الأنصار متقدم في هذا المجال. وبنك الرسالة أيضا رفعت خطوات في هذا المجال قبل ذلك. كل بنك يخطو خطوات في مجال مراعاة قواعد الشريعة في تعاملاتها، سنحميها.

1969 مشاهدات

تم النشر في: 20 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©