header

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (6 ربيع الأول 1437) بعد تلاوة آية “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين”، إلى “التقوى” و”الصداقة” كأصلين هامين للنجاح في كافة شؤون الحياة.
وأضاف فضيلته قائلا: ذكر الله تعالى للمسلمين في هذه الآية أصلين هامين، هما في الحقيقة أساس النجاح والسعادة. الأصل الأول هو التقوى والورع. جعل الله تعالى نجاة البشرية في التقوى. سعادة البشرية تكمن في التقوى والورع ومراعاة حقوق الله وحقوق الناس.
وتابع مدير جامعة دارالعلوم زاهدان قائلا: للتقوى معنى شامل وجامع يضم كافة شؤون الحياة. معصية الله تعالى، والسير في مسير أهواء النفس، يغاير التقوى، ويعرض إيمان الشخص للخطر، لكن العمل على تعاليم وأحكام الشريعة والاجتناب من المنهيات الإلهية يضمن سعادة الإنسان.
وأضاف فضيلته قائلا: جعل الله تعالى نجاتنا في التقوى. التقوى تنجينا من مصائب القبر والقيامة وتحديات الحياة. الاجتناب من الشرك أسمى درجات التقوى؛ لكن للوصول إلى التقوى الكامل يجب الاجتنباب من المحرمات والمكروهات و… . الالتزام بالفرائض والواجبات والسنن والمستحبات من درجات التقوى. كذلك يجب الاجتنباب من بعض الأعمال المباحة التي قد تفتح على الإنسان أبواب المعصية.
واعتبر خطيب أهل السنة “الصداقة” كمحور ثان للتقوى، قائلا: الصداقة هامة، وهي من أصول النجاح والسعادة. على الإنسان أن يكون صادقا في حياته. الصداقة والأمانة أصلان من الحضارة الإسلامية.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أمر الله تعالى المؤمنين أن يكونوا مع الصادقين. الصادقون أولئك الذين صدقوا في عقائدهم وأعمالهم وأخلاقهم، ولا يوجد كذب ونفاق في عقائدهم وأقوالهم. فقدان التقوى وعدم مجالسة الصادقين، إحدى مشكلات مجتمعاتنا.
وقال خطيب أهل السنة في نهاية هذا القسم من خطبة الجمعة: الذين يجالسون الصادقين، يحفظ إيمانهم وتقواهم. عندما يجالس الإنسان الصالحين يتأثر بهم، كما أن مجالسة المفسدين وعبيد الماديات والأهواء تترك في الإنسان آثارها السيئة، وتغفل الإنسان عن ذكر الله تعالى، وتوقعها في محبة الدنيا.

لا تهديد أسوء من الطائفية:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى الحوادث الأخيرة في نيجريا، مطالبا الحكومة النيجيرية أن لا تسمح بالتعرض للأقلية الشيعية في تلك البلاد. وأضاف فضيلته قائلا: هجوم الجيش على الشيعة في نجيريا كان حادثة مؤلمة. الحوادث التي تحدث بإسم المذاهب خطيرة جدا.
وتابع فضيلته قائلا: لا تهديد أسوء من الطائفية والاختلافات التي تؤدي إليها. من سعى في إثارة الفرقة والطائفية بين المسلمين، من أي طبقة كان، لا يجدر بالعفو؛ لأن الاختلاف والفرقة خطر كبير جدا، خاصة إذا كان هذا الاختلاف عليه طابع ديني ومذهبي.
وخاطب فضيلة الشيخ عبد الحميد المسئولين في حكومة نيجيريا قائلا: نصيحتى للشعب النيجيري وجيشه، عليهم أن يعلموا أن الشعب النيجري من الشيعة أو السنة أو اليهود والنصارى هم مواطنون. على الدول أن تدافع من مواطنيها، ويتصدوا للاختلافات والطائفية. الدولة والجيش في نيجيريا مسؤولان عن الاختلافات بين الشعب.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: ربما نحن لا نملك معلومات دقيقة عن الحادثة التي وقعت، لكن الحقيقة أيا كانت، لا ينبغي لحكومة التعرض لأقلية مذهبية في بلده.
وتابع فضيلته: مع الأسف الأقليات تتعرض للتمييز والظلم في العالم، وتواجه مشكلات عديدة. مع أن العقل والعرف والدستور والمواثيق الدولية المعترفة بها تحكم أن تتمتع الأقليات بكامل حريتها، وتراعى حقوقها.
وأضاف فضيلته قائلا: الشعوب المثقفة وكذلك الدول القوية تهتم بأقلياتها أكثر. عدم محافظة حكومة على أقلياتها وعدم مراعاة حقوقها وحفظ أماكنها المذهبية من التعرض، كل هذا يدل على انهيار ذلك النظام وضعفه، ويدل على الضعف الفكري لدى ذلك الشعب والحكومة.

إنهاء الملف النووي نجاح كبير للشعب الإيراني:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطب الجمعة إلى “المسار الناجح في قضية الملف النووي لإيران”، وأضاف قائلا: انتهى الملف النووي الإيراني قبل ليالي. بعد مفاوضات مستمرة، أدرك العالم أن إيران لا تنوي إنتاج أسلحة نووية.
وأضاف فضيلته قائلا: هذه النتيجة نجاح كبير للشعب الإيراني حيث تحقق بدراية المسؤولين.
نرجو أن نكون شاهدين لتأثيرات إنهاء هذا الملف في المستويين الداخلي والخارجي. كما ترفع العقوبات المفروضة ضد إيران خلال شهرين، وإن شاء الله ستزول المشكلات الاقتصادية والسياسية للشعب.

1694 مشاهدات

تم النشر في: 20 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©