header

وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (20 ذو القعده 1436)، بعد تلاوة آية “وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا”، الدين الإسلامي بالدين المانع والكامل، مؤكدا على ضرروة الاجتناب من البدع والخرافات.
وقال فضيلته: عندما ينظر الإنسان إلى كتاب الله تعالى، أعظم دستور في الحياة، يرى تأكيدا دائما على اتباع الرسول الكريم. الاتباع من الرسول الكريم كاتباع الله تعالى، لأن الرسول الكريم هو المبعوث من عند الله تعالى، ولا ينطق عن الهوى، وما يقوله هو وحي من عند الله تعالى.
وتابع فضيلته في شرح معنى السنة قائلا: السنة بمعنى العمل على سيرة وطريقة الرسول الكريم وعلى أقواله.
وأكد فضيلته على ضرورة الاجتناب من “البدع والخرافات” قائلا: ما حذر عنه الرسول الكريم هي البدعة في الدين والخرافات التي تغاير شرع الله تعالى.
واعتبر فضيلته الوقوع في مستنقع البدع من عوامل ضلالة الأمم السابقة، قائلا: الذي أهلكت الأمم السابقة هي الخرافات والبدع. اليهود حرفوا دين موسى وما ورد في التوراة لفظيا ومعنويا بعد وقوعهم في البدع، وغلوا في البدع بحيث جعلوا عزيرا ابنا لله تعالى وابتلوا بالشرك.
وأكد خطيب أهل السنة على ضرورة اجتناب البدع قائلا: لقد حذرنا الله تعالى من اتباع اليهود والنصارى، لئلا نبتلى بتلك الخرافات والبدع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر لحظات من عمره “لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد”. كان الرسول صلى الله عليه وسلم قلقا من أن يتخذ الناس القبور معابد ومساجد. من حِكم دفنه صلى الله عليه وسلم في حجرة السيد عائشة رضي الله عنها أن يحفظ قبره مما يخالف الشريعة ولا يتخذ مسجدا.
وأكد فضيلته قائلا: نجاتنا وسلامتنا في اتباع الشريعة والأحاديث النبوية. أفضل التوجيهات والنصائح في هدي الرسول الكريم. لا نستطيع أن نجد توجيهات أقوم من توجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم. شر الأمور هي المحدثات في الدين، وهي إحداث ما لم يأمر به الرسول ويرجو الإنسان فيه التقرب إلى الله والأجر.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: إن الله تعالى أكمل دينه. من أحدث في الدين ما ليس منه فهو رد. الإسلام دين الاعتدال والوسطية. لا إفراط في هذا الدين ولا تفريط. الإسلام حذر من التكفير. الإسلام دين الحوار، وليس دين العنف والتشدد.

ظروف الجهاد يحددها كبار العلماء:
وأشار خطيب أهل السنة إلى رد “إسلاموفوبيا” قائلا: الأعداء في عصرنا لديهم مشروع “إسلاموفوبيا ” يريدون إبعاد الناس من دين الصلح والمحبة، مع أن الإسلام دين سعة الأفق والتعامل والسلام.
وأضاف فضيلته: الإسلام شرع الجهاد ضد المعتدي المتكبر، والمحتل الذي لا يعرف لغة الحوار والمنطق.
واستطرد فضيلته قائلا: الجهاد من المحاور الأصلية في الدين، لكن ظروف الجهاد يحددها كبار العلماء.
وقال خطيب أهل السنة: الكثير من التقاليد لا تتتفق مع تعاليم الشريعة. يجب المشورة مع أهل العلم والمتخصصين في كافة الأمور، ولا ينبغي تخطي الأمور الشرعية، لأن الطريق الوحيد لصيانتنا من الفتن هي العمل على الأحكام الدينية.

” أويس” كان شابا ذكيا:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في القسم الأخير من خطبة الجمعة إلى وفاة “أويس” نجل المفتي محمد قاسم القاسمي، ومدير دار العلامة الندوي النشر، معزيا أسرة الفقيد على هذا المصاب.
وأضاف فضيلته قائلا: أويس كان شابا مفيدا وذكيا، ورغم المرض الذي كان يعاني منه لم يعجز عن ترجمة كتب مفيدة إلى الفارسية.
وتابع فضيلة الشيخ قائلا: أويس كان مريضا منذ ثلاثين سنة بمرض “الثلاسيمسا”، وكان عضوا ناشطا في “لجنة مرضى الثلاسيميا”، وكان شابا ربانيا، ورغم هذا المرض استطاع ترجمة كتب باللغة الفارسية. أدعو الله تعالى أن يرفع درجات هذا العزيز ويغفره، ويجعله في جوار رحماته، ويلهم أهله الصبر والسلوان.

1380 مشاهدات

تم النشر في: 20 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©