header

اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (21 شوال 1436) “الطائفية والعنف والإفراط” من أبرز تحديات العصر الراهن، قائلا: من أكبر التحديات في عصرنا، الطائفية والتطرف والعنف، حيث يواجهها المسلمون في العالم الإسلامي.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: مع الأسف تتعرض المساجد والحسينيات والأماكن الدينية والمذهبية وأماكن لها حرمة عند المسلمين للهجوم، مع أن الأماكن الدينية والمذهبية يجب أن تكون في أمن ولا تتعرض لسوء.
وأشار خطيب أهل السنة إلى هدم مصلى أهل السنة في طهران والمواقف العديدة حول هذه القضية، قائلا: في الأسبوع الماضي شهدنا مواقف بشأن مصلى بونك. تضامن مع أهل السنة شخصيات ورموز من الشيعة ومؤسسات ولجان، نشكرها على مؤاساتهم، خاصة من مجمع التقريب الذي عرف مهمته وعمل عليها، وأصدر بيان إدانة حول هدم مصلى طهران.
وأشار خطيب أهل السنة إلى ضرورة متابعة وحلّ قضية المصلى في طهران قائلا: رجاء الشعب الإيراني الأحرار، شيعة وسنة، من المسئولين ودولة التدبير والأمل أن يتابعوا قضية مصلى طهران ويقوموا بحله.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: ربما يبرر الذين قاموا بتخريب مصلى بونك عملهم، لكن الله تعالى يعلم أن مصلى بونك وغيره من المصليات والمساجد لأهل السنة يعبد فيها الله تعالى، ولا تشكل خطرا على أحد.
واستنكر مدير جامعة دارالعلوم زاهدان إشاعة وجود 9 مساجد لأهل السنة في طهران، قائلا: أشاع الكثيرون أن لأهل السنة في طهران 9 مساجد. هذه ليست مساجد بل مصليات وأماكن مستاجرة للصلاة، يتراوح عدد المصلين فيها بين ثلاثين أو مائة مصل. هذه الأماكن مستأجرة وهي للناس ملكا ويمكن نقلها من مكان إلى آخر.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: نرجو أن تنتهي قضية مصلى بونك بطريقة صحيحة وصائبة، ويمكن لأهل السنة وخاصة من يسكنون في منطقة “بونك” أن يعبدوا الله تعالى كما يريدون. وأؤكد أنّ مصليات أهل السنة لا علاقة لها مع أي جهة، وعلى مسؤولي النظام أن يشرفوا عليها، ويتصدوا لما فيه ضرر النظام.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على لزوم الأخوة قائلا: الأخوة ضرورية. أهل السنة يريدون التقريب والأخوة بين المسلمين في الداخل والخارج. نحن نعتقد أن يتوحد المسلمون معا. إن اتجاه أهل السنة في المساجد كلها نحو المسايرة لمصالح الوطن والوحدة الوطنية. نحن نفكر لوحدة إيران وكافة البلاد الإسلامية.
وأضاف قائلا: يجب أن يعود مصلى بونك إلى حالته السابقة، وتقام فيه الصلاة. نرجو من المسئولين أن يتداركوا هذه القضية ليوفر لنا مجال الشكر والدعاء بالخير أيضا.
مهمة الصحافي بيان الحقائق والحوادث:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من الخطبة إلى يوم الصحافي في إيران، قائلا: على عواتق الصحافيين والإعلاميين مهمة عظيمة. فهذه الطبقة من المجتمع إن أدوا وظيفتهم بطريقة جيدة، ويجتنبوا من نشر الأكاذيب وتحريف الحقائق، يقومون بمسؤولية عظيمة وخدمية كبيرة للبشرية.

الحضارة الإسلامية هي أكمل الحضارات وأرقاها:
وفي الخطبة الأخرى، قال فضيلة الشيخ عبد الحميد: الدين الإسلامي، هو آخر الأديان الإلهية؛ وهو دين خالد شامل لكافة شؤون الحياة. الأحكام والتعاليم الشرعية تلبي حاجة الناس في كل عصر وزمان.
وتابع فضيلته قائلا: الحضارات كلها ناقصة، لكن الحضارة الإسلامية، هي أكمل الحضارات وأنزهها وأرقاها. لما كان الجهل يسود العالم وكانت البشرية في جهالة، قدم الدين الإسلامي إلى الناس أفضل أنواع الحضارات.
وأشار خطيب أهل السنة إلى بعض توجيهات الإسلام الاجتماعية، قائلا: الإسلام وضع للعفة والتصدي للفساد أفضل أنواع الأحكام. أوصى المسلمين بمراعاة الحريم الشخصي، وأن لا يدخلوا منزل أحد من غير إجازة. الاستيذان من الأحكام الواجبة في الإسلام. ورد في التعاليم الشرعية أنه يجب الاستيذان حتى أثناء دخول منزل المحارم.
وتابع فضيلته قائلا: الإسلام دين السلامة ودين مراعاة حقوق الله وحقوق الناس. القرآن الكريم أمر المؤمنين أن يغضوا أطرافهم، ويجتنبوا من النظر إلى الأجنبيات خاصة نظر اللذة. كذلك أمر الإسلام المؤمنات أن يجتنبوا من إبداء زينتهن أثناء خروجهن، ولا يرتدين الملابس الضيقة والرقيقة. الإسلام دين الحياء والعفة.
وأكد مدير جامعة دارالعلوم زاهدان على لزوم الصحوة في الظروف الراهنة قائلا: في الظروف الراهنة التي توفرت فيها الفضائيات والشبكات في المنازل، يجب أن تكون لدينا حساسية عادلة تجاهها ونكون حذرين بالنسبة إلى الحياء والعفة.
وأضاف فضيلته معتبرا “تعاطي المخدرات” كتهديد للمجتمع، قائلا: أنواع الفساد تهدد المجتمع. تعاطي المخدرات من الأمور التي يوجد في المجتمع. الإدمان خطر يهدد كل شيء. يوجد في في كثير من المدن وبعض الأسر المتدينة فتيات هاربات. هذه أمور تجلب سخط الله تعالى.
وأكد خطيب أهل السنة في نهاية الخطبة قائلا: رسالتنا أن نكون واعين. العلماء والمتدينون وكافة طبقات يجب عليهم أن يسعوا لإصلاح المجتمع، ويتعاون بعضهم مع بعض في إزالة المعاصي والذنوب. كل مجتمع تكثر فيه المعاصي والذنوب، تتوفر فيه ظروف العذاب.

1172 مشاهدات

تم النشر في: 20 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©