header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (23 رمضان 1436) إلى تأثير أحكام الشريعة في حياة الإنسان قائلا: نعم الدنيا كلها زائلة وفانية، والأعمال الصالحة هي الخالدة والباقية. فرصة الحياة تمضي، وكل منا سيودع هذه الدنيا في يوم ما. فيجب أن نفكر في الأعمال الصالحة ونستعد لآخرتنا.
وأضاف فضيلته قائلا:أحكام الشريعة كالصلاة، والصوم، والحج، والزكاة وغيرها، في سبيل الإصلاح والتزكية واستعداد الانسان للآخرة.
عبادة الحج مثلا؛ مناسكها تعلمنا أن نستسلم لتعاليم وأحكام الشريعة. أعلى مقام العبودية أن نخضع لأحكام الله تعالى كاملا. الاستسلام لله تعالى أعظم شرف للإنسان، وهوالطريق للوصول إلى السعادة.
وأشار خطيب أهل السنة إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام كأسوة للاستقامة على أحكام الله تعالى قائلا: علينا أن نتأسى بسيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام. حيث امتثل حكم الله تعالى وترك أهله وابنه الرضيع في واد غير ذي زرع وعاد إلى الشام. إن الله تعالى لقد حفظ أهل وابن إبراهيم، لأنه لا يضيع من توكل عليه ووثق به.
وأضاف فضيلته قائلا: النقطة الهامّة الأخرى أن نكون مخلصين في أعمالنا. فإن صمنا دون الاجتناب من المعاصي، لن يكون هذا الصوم مؤثرا، ولن يحمل معه إلا الجوع والعطش لنا. وإن صلينا لكن من غير خشوع، لن تكون تلك الصلاة مؤثرة. يقول الله تعالى: “قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون”.
الصلاة الفاقدة للخضوع والأداب، لا تقرّب الإنسان إلى الله تعالى وإنها ليست بصلاة. الزكاة التي ليست فيها إخلاص وربانية، ليس فيها أثر.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدن قائلا: هذا إحسان كبير أن يوفق الله تعالى عباده للعبادة والعبودية. هذه العبادات فرضت لأجل الاستعداد للآخرة ولقاء الله تعالى. الإنسان عندما يذهب للقاء الله تعالى، إما يواجه الجنة والرحمات الإلهية، أو يواجه النار. لن يطيق أحد عذاب الله تعالى.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: للوصول إلى السعادة والنجاة من خزي يوم القيامة يجب أن نعمل على الشريعة. لا يوجد خزي أكبر من فضيحة المحشر. ورد في الحديث الشريف “إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار”.
وقال خطيب أهل السنة في نهاية هذع القسم من الخطبة: هذه من نتائج الغفلة أن لا يفكر الإنسان في عواقب أعماله. يجب أن نستعد لآخرتنا. ونستفيد من الفرصة الباقية من شهر رمضان، ونودع رمضان بالتلاوة والطاعة والعبودية.

لن تحل قضية فلسطين إلا بالجهاد:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته، بمناسبة يوم القدس، إلى قضية تحرير القدس، مؤكدا أن هذه القضية لا تحل من خلال طاولة المفاوضات، وإن حلها الوحيد يكون من خلال الجهاد.
وأضاف فضيلته قائلا: منذ عشرات السنين والصهاينة يحتلون فلسطين، وحتى الآن لم يوجد حل لإنهاء هذا الاحتلال. يعتقد البعض أن قضية فلسطين يمكن حلها من خلال طاولة المفاوضات والحوارات. هؤلاء مخطئون جدا، لأن الصهاينة لا يعرفون لغة الحوار. إنهم اغتصبوا أرض فلسطين تجبرا وطغيانا، ولا يريدون أن يسمعوا كلام الشعب الفلسطيني.
واعتبر فضيلته الجهاد الطريق الوحيد لحل القضية الفلسطينية قائلا: لو كانت الطرق السياسية نافعة، لماذا فشلت حتى الآن. الطريق الوحيد لتسوية القضية الفلسطينية هي الجهاد، إنما شرع الجهاد في الإسلام ضد أمثال هؤلاء من المستبدين الذين لا يعرفون لغة غير لغة الحرب.
وتابع فضيلته قائلا: لا يتهمني أشخاص بدعم التطرف والإرهاب. أنا أدين العنف والإرهاب، إلا ضد المعتدين الذين يمارسونه.
واستطرد فضيلته قائلا: الكيان الصهيوني احتل فلسطين منذ أكثر من 60 سنة ويضطهد شعبه. الكيان المحتل يبني مستوطنات ولا يريد الانسحاب من هذه الأراضي.
فالذي يزعم أن الكيان الصهيوني سينسحب من فلسطين بالحوار، فهو إما مخادع أو جاهل. الجهاد فقط سيهزم الكيان الصهيوني ويجبره على الانسحاب.
وأشار خطيب أهل السنة إلى دور الجهاد في هزيمة الاتحاد السوفياتي، قائلا: لما احتل الاتحاد السوفياتي أفغانستان، كان الجهاد هو الطريق الوحيد لحل مشكلتها. والجهاد أجبر الاتحاد السوفياتي والجيش الشيوعي على الانسحاب، بل جعله في مأزق في عقر دارهم، وانهزموا في المجالات الدولية، وتفكك هذا الاتحاد.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: الجهاد يوقع خسائر غير قابلة للتدارك على القوى الاستكبارية. الجهاد أوقع خسائر كبيرة في صفوف الأمريكان والدول المحتلة في أفغانستان والعراق، وجعلهم في مأزق، ولأجل هذا لا تتجرأ الولايات المتحدة أن تدخل البلاد الإسلامية، لما يرى أن أهل تلك المناطق يعتقدون الجهاد في هذه الأيام. فالجهاد هو الطريق لهزيمة الكيان الصهيوني واستئصال جذور هذا الشر من العالم الإسلامي.

1025 مشاهدات

تم النشر في: 20 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©