header

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (9 رمضان 1436)، إلى تأثيرات الصوم على الإصلاح والتزكية، معتبرا “تقوية البعد الروحاني” من أهمّ خصائص هذه العبادة العظيمة.
وتابع فضيلته قائلا: الإنسان مركب من بعدي الملكي والحيواني، وينبغي أن يقيم توازنا بين هذين البعدين بالعمل على التعاليم الشرعية. فإذا رغب الإنسان بالكامل نحو البعد الملكي، تختل حياته الدنيا، وإن ابتعد عن البعد الملكي وتغلبت الحوانية عليه، يتبدل إلى خطر كبير على العالم.
وأضاف فضيلته قائلا: الإنسان الذي يتغلب البعد الحيواني في وجوده وينسى الله تعالى، تتنزل مکانته عن الحیوانات. یقول القرآن الکریم فی وصف أشخاص مثل هؤلاء: “أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك هم الغافلون”. هؤلاء بشر تخلوا عن البعد الملكي والإنسانية، وتركوا التربية الروحية والمعنوية وأدبروا إلى التعاليم الشرعية.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان: النفس الأمارة أعظم عدو وخطر على البشرية. إن لم تتزك النفس، يهلك الإنسان. يقول الله تعالى: “وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى”.
واعتبر فضيلته تعاليم الشريعة كالصوم في مجال تقوية البعد الروحي قائلا: أهم التعاليم لتكوين الإسلام موجودة في الشريعة الإسلامية. شهر رمضان والأحكام الشرعية كلها لأجل تقوية البعد الملكي. صوم رمضان من أفضل العبادات الذي له أثر في إصلاح وتزكية الإنسان. إن الله تعالى فرض الصوم لئلا تحول شهواتنا وأهوائنا عن عبادة الله تعالى.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: الصوم ليس خاصا بالشريعة الإسلامية، بل كان في الشرائع السابقة. الحج كان منذ زمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام، لكن الأعمال الأخرى كالصلاة والصوم والزكاة مشتركة بين الأديان كلها، فجعلت هذه العبادات لإصلاح الإنسان والتزكية. كل عبادة لها تأثيرها ولا يمكن أن تجبر عبادة فراغ عبادة أخرى.
وأضاف قائلا: أتى شهر رمضان ليزكينا ويوصلنا إلى الله تعالى. هذا الشهر الذي أنزل فيه القرآن علينا أن نكثر من تلاوة القرآن الكريم. للإنفاق في سبيل الله أيضا أجر في هذا الشهر. لنجتنب عن المعصية والذنوب في شهر رمضان. ورد في الحديث الشريف “من لم يدع قول الزور، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”.
واستنكر فضيلة الشيخ عبد الحميد الإنسان الذي يترك الصوم من غير عذر قائلا: رمضان شهر الخير والبركة والرحمة. وهذه الرحمات والبركات تنزل على الصائمين. والذين لا يصومون ولايعتقدونه، لا تنزل عليهم رحمة ولا بركة، بل تنزل عليهم اللعنة. المسلم الذي إيمانه ضعيف ولا يلتزم بالأحكام الإسلامية، محروم عن هذا الخير.

العدل أهم واجبات القضاء:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبة هذه الجمعة بمناسبة أسبوع القضاء إلى “تنفيذ العدل” كأهمّ واجبات القضاء قائلا: للقضاء أهمية ومكانة خاصة في جميع العالم. لا يوجد نظام أو مؤسسة لا تكون محتاجة إلى السلطة القضائية.
أضاف خطيب أهل السنة في هذه الجلسة التي حضرها الأمين العام لسجون المحافظة وعدد من مسئولي القضاء في المحافظة قائلا: مكانة القضاء في إيران أيضا هامّة وضرورية كالقوة التنفيذية والمقننة. مكانة كل واحد من هذه القوى حسب رسالتها ومسئوليتها. أهم وجبات القضاء،هي العدل بين الناس، والدفاع عن حقوق المظلومين. نقل عن سيدنا علي رضي الله عنه أنه “لو لم يكن دافع إقامة العدل وأخذ حق المظلوم لم أكن أرغب في تولي أمور الناس”.
ثم أشار فضيلته إلى نشاطات القضاء في مكافحة المفاسد الإقتصادية في البلاد، وتأسيس المجالس البلدية، راجيا النجاح للقضاء في تلك المجالات.

لم تكن لمكافحة المخدرات نجاحات ملموسة:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى اليوم العالمي لمكافحة المخدرات قائلا: البشرية متفقة على أن المخدّرات مضرة، واتفق علماء الإسلام على تحريم المخدرات. المخدرات خطيرة وتهديد على العالم البشري والمسلمين.
وأشار فضيلته إلى بعض الجوانب السلبية للمخدرات قائلا: المدمنون على المخدرات في المجتمع من التبعات السلبية للمخدرات. كل مجتمع يوجد فيه المدمنون للمخدرات تختل حياة الناس في ذلك المجتمع. مع الأسف بالإضافة إلى الرجال، ابتليت النسوة أيضا بالمخدرات، وهذه القضية مثيرة للقلق. السرقة والفساد وأنواع الذنوب تنشأ من المخدرات. في كل أسرة إذا وجد شخص مدمن تبتلى تلك الأسرة بالمشكلات والمصائب.
وأكد خطيب أهل السنة على طرق مكافحة الإرهاب قائلا: الخطوات التي ترفع لمكافحة المخدرات في بلادنا غير كافية، ولم تحقق لحد الآن إنجازات ملموسة. أثبتت التجربة أن الطريقة التقليدية لمكافحة الإرهاب ليست نافعة ما لم تجر دراسة لجذور القضية.
وأكد فضيلته: يجب أن نتطرق إلى كافة الجوانب لمكافحة المخدرات، ولابد من نشاطات ثقافية في هذا الجانب، ونكافح الفقر والبطالة أيضا، لأن البطالة والأمية تهديدان عظيمان للمجتمع، ولن ننجح ما لم نقم بإزالة هذين التهديدين.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: لابد من الاستفادة من الخبراء وعلماء المنقطة في مجال مكافحة المخدرات. اعتقد أن علماء المنطقة وعامة الناس عندهم أفضل الاقتراحات في المجال. حتى الآن قتل العديد من قوات الشرطة في سبيل مكافحة المخدرات. حتى الدولة وكذلك القضاء والناس ليسوا راضين عن إعدام أشخاص تم إعدامهم بسبب متاجرة المخدرات، لأنهم كانوا أهل إيران حيث انخدعوا، أو وقعوا في فخ المخدرات بسبب الفقر والمشكلات الاقتصادية.
وأكد خطيب أهل السنة على ضرورة “دراسة” و”معرفة مؤهلات المحافظة” قائلا: أعتقد أن الدراسة وكذلك معرفة واستخدام كافة استعدادات المحافظة مؤثرة في سبيل مكافحة المخدرات. يجب أن يتكاتف الشعب والدولة لإزالة أزمة البطالة. مشاركة الدولة والشعب بإمكانها أن تؤثر في اتخاذ القرارات.

تعاونوا مع “لجنة الديات”:
وأعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد في نهاية الخطبة عن نشاطات “لجنة الديات” في المحافظة قائلا: في الأسبوع الماضي أقامت لجنة الدية وليمة إفطار، وجمعوا فيها تبرعات لأجل تحرير السجناء المحبوسين بسبب الغرامات المالية.
وأضاف فضيلته: لجنة الديات في المحافظة من اللجان الخيرية. القيام لأجل تحرير السجناء خطوة جليلة، فيها أجر ومثوبة. القرآن الكريم أكد على تحرير السجناء والأسرى والتبرع على عائلات المساجين وأوصى به. أدعوكم جميعا بالتعاون والمساعدة مع لجنة الديات في المحافظة.

1195 مشاهدات

تم النشر في: 20 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©