header

وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (10 شعبان 1436)، الإسلام والقرآن والرسول من الحقائق التي لا يمکن إنکارها، وليس للبشر إلا أن يقر بهذه الحقائق.
وأضاف فضيلته قائلا: لا شك أن كل شيء بيد الله تعالى، لكن الله عز وجل ترك مصير الإنسان بيده. إن الله تعالى خلق الخير والشر، وخلق الإنسان، وخيره بين الخير و الشر.
واستطرد فضيلته قائلا: إن الله خير الإنسان بين الإيمان والكفر، و قال “فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”، ثم حذر من يختار الشر. “إنا اعتدنا للظالمين نارا”.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان: إن جميع التقلبات والمتغيرات التي واجهها البشر، كانت نتيجة أعمالهم. إن كفران النعمة، وإهمال حقوق الله وحقوق العباد، لوث مصير البشر. الأقوام الذين نسوا الله ورسالتهم، ابتلوا بعذاب الله.
وقال مدير جامعة دارالعلوم: إن شكر الناس نعم الله، ورأوا الحقائق، ينجون من عذاب الله. يقول الله تعالى: “ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم”. الشكر والإيمان حقيقتان يجب أن يهتم بهما الأمم.
وأضاف فضيلته قائلا: إن الله أعطى الإنسان العقل والبصيرة، ليدرك الحقائق الموجودة في المجتمع. وإضافة إلى هذا، فقد بعث الأنبياء والكتب السماوية، فلا يقبل أبدا أن يتجاهل الإنسان الحق رغم كل هذا.
وأضاف قائلا: دين الإسلام، وسيدنا رسول الله، والقرآن، والتوحيد، والمعاد، والنبوة، حقائق يجب أن يؤمن بها البشر لنجاته وسعادته. من يغفل عن الإسلام، ولا يؤمن بالتوحيد والمعاد والرسالة، في الحقيقة سوف يبتلى بعذاب الله تعالى.

تجاهل الحقائق سبب الأزمات في العالم الإسلامي:
وفي قسم آخر من خطبته، أعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد، عن أسفه لتدهور الأوضاع في البلاد الإسلامية، معتبرا تجاهل الحقائق والواقع الموجود في المجتمع، علة للأزمات في هذه البلاد.
وأضاف فضيلته: العالم المعاصر لا يخضع للواقع و الحقائق، بل هو عالم الشهوات وأهواء النفس، وعالم انهمك في الأهواء والملذات.
وتابع قائلا: تجاهل التحديات والواقع الموجود في كل مجتمع، سبب الحروب والنزاعات والاختلافات التي ابتليت المجتمعات البشرية والبلاد الإسلامية بها، وواجهت مشكلات مختلفة في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. فلو اهتم العالم بواقع المجتمعات ويتخذ خطوات صحيحة، لقلت المشكلات والتحديات.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: المشكلات التي توجد في العالم العربي، أقلقت الجميع. كل يوم يقتل الأبرياء وتستكشف المقابر الجماعية التي تقشعر منها الأبدان. فلو تعمقنا نجد أن السبب الرئيس لهذه المشكلات، هو تجاهل الواقع وغض الطرف على الحقائق. ظاهرة التكفير والتطرف، هي من نتائج تجاهل الحقائق الموجودة.
وأوضح مدير جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان: مع الأسف نشهد يوميا ازدياد المشكلات بدل حلها، لأن الذين يرون مصالحهم في هذه الحروب، يثيرون هذه الاختلافات كلها لمصلحة إسرائيل والاستكبار العالمي و أعداء الدين.
وأكد فضيلة الشيخ: إن جذور هذه المشكلات والأوضاع الراهنة في اليمن وسوريا والعراق، وغيرها من البلاد التي تواجه الأزمات، تعود إلى تجاهل قادة هذه البلاد واقع مجتمعاتهم والحقائق الموجودة على الأرض. فلم ينتبه الحكام والحكومات في هذه المناطق إلى الشعوب والرعايا التي يحكمونها ولا إلى مطالبهم والواقع الذي يعيشه شعوبهم، ليضعوا خطط وسياسات توفر مطالب الأقوام والمذاهب.

لو روعيت حقوق الأقليات أو الأكثرية في اليمن و سوريا، لما تعرضت هذه البلاد للتحديات:
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: السياسات الموجودة في بعض البلاد، ليست سياسات صائبة، والأزمات الراهنة أيضا نشأت من هذه السياسات. فلو اهتم قادة هذه البلاد إلى حقوق شعوبهم ولو اهتم حكام سوريا والعراق واقع شعوبهم، وخططت سياساتهم في سبيل تلبية حاجات شعوبهم، عاش الجميع متسالمين معا.
وتابع فضيلته قائلا: لكن واجهت هذه البلاد مشكلات بسبب السياسات التمييزية وسياسات القمع التي كانت في هذه البلاد؛ وسياسة القمع لا تفيد دائما ولا توفر أمنا، بل مثل هذه السياسات تجعل النيران تحت الرماد. لقد اشتعلت في عصرنا هذه النيران الموجودة تحت الرماد.
اختلاف الدول الإسلامية أعظم مشكلة في العالم الإسلامي:
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد اختلاف الدول الإسلامية من أعظم المشكلات في العالم الإسلامي، قائلا: مالم تجلس الدول الإسلامية على طاولة الحوار، لا تستطيع حل مشكلاتها.
وأضاف قائلا: الحروب الطائفية تترك آثارا سلبية على العالم الإسلامي، وإن تبعاتها المشؤومة من الحقد والعداوة تبقى قرونا متمادية، وهذا ليس لصالح الإسلام. الاختلافات تضر بالعالم الإسلامي، وتدخّل بلد في شؤون بلد آخر، ليس لصالح أي واحد من البلاد.

ليس لصالح أي بلد أن يتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد الأخرى:
وأكد خطيب أهل السنة قائلا: ليس لصالح أي بلد أن يتدخل في شؤون البلاد الأخرى، وليس أيضا لصالح بلادنا أن يشغل نفسه في البلاد الأخرى. التدخل في شؤون الغير يتضاد مع المصالح الوطنية والأمن العام لهذه البلاد.
واستطرد فضيلته قائلا: يجب حل المشكلات من الطرق السياسية، وعلى السياسيين أن يهتموا لمطالب شعوبهم. الجلوس للحوار والمفاوضات هو الطريق الوحيد لاحتواء الأزمات السياسية والاختلافات الموجودة. الكيان الصهيوني يشعر بالأمن و الراحة، والدول الاستكبارية التي لها عداوة مع الأمة الإسلامية تفرح بتشديد الطائفية والحروب بين البلاد الإسلامية.
وأضاف فضيلته: أعتقد أن الحرب لا تحل المشكلات؛ والطريق الوحيد لحلها إنهاء الحروب، وأن لا تتعرض دولة لأخرى، بل يجب السعي لتوحيد كافة طبقات الشعب مع الحفاظ على سيادة الأراضي.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: القوى الاستعمارية تحول دئما دون وحدة البلاد الإسلامية لأجل مصالحها. فعلى المسلمين أن يكونوا يقظين واعين، ويفكروا في حل مشكلاتهم. هذه المشكلات معلولة بعلة الواقع الموجود في المجتمعات الإسلامية؛ فلو شوهدت الحقائق يمكن اتخاذ سياسات صحيحة لحل المشكلات قبل المواجهة مع التحديات.

1117 مشاهدات

تم النشر في: 20 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©