header

قال فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (25 ربيع الأول 1436) بعد تلاوة آية “ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون”: العالم البشري يواجه في عصرنا، تحديات وأزمات واضطرابات. الاغتيالات والحروب والقصف الجوي والبري يهدد أمن البشر والكرة الأرضية. مع الأسف يواجه العالم الإسلامي ظواهر سيئة كالأزمات الأمنية والطائفية التي تثير اضطراب الشعوب والأنظمة وكافة العالم.
واعتبر خطيب أهل السنة ظاهرة الأزمات الأمنية في العالم معلولة لبعض العلل قائلا: عندما نتتبع علل المشكلات الأمنية للبشر المعاصر نشاهد أن البشر المعاصر رغم تقدمه الهائل في الماديات، يعاني من القلق والاضطراب. نرى أن البشر المعاصر محروم من نعمتي الهداية؛ المادية والدينية. البشر المعاصر عاجز عن إدارة الأمور المادية وكذلك عاجز عن معرفة الله تعالى.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: البشر المعاصر لرؤية الحقائق وإدارة الدنيا يحتاج إلى الهداية كما يحتاج إلى الهدي للوصول إلى الله تعالى. مع الأسف حرم البشر المعاصر عن نعمة الفكرة الصحيحة، وابتلي بالغرور والتكبر، وابتلي بآفة الاسئتثار بالنفس وعبودية الدنيا والنفس. وهذه الصفات هي التي حالت بين الإنسان ورؤية الحقائق. الغرور والتكبر يمنعان البشرية من اتباع الأنبياء ويمهدان للبشر مجال فشله في المجالات المختلفة.
القوى الكبرى في عصرنا مغترة بأسلحتها وتقنياتها الجديدة، ولقد أوقعت نفسها والناس كلها في تحد كبير.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: هؤلاء المغترون المتجبرون لا يفكرون في أن البشر لديهم اشتراكات عديدة بإمكانهم أن يعيشوا معا في الأمن والسلام. كذلك الأديان السماوية كلها فيها اشتراكات كثيرة. في المذاهب والفرق الإسلامية أيضا توجد الكثير من الاشتراكات بالنسبة إلى أتباع الأديان، حيث بإمكانهم أن يعيشوا سلميا في ظل هذه المشتركات، لكن يوجد عدد من الناس يرون أنفسهم مستغنين عن هذه الاشتراكات.
واعتبر خطيب أهل السنة في زاهدان “معصية الله تعالى” العلة الأساسية لمشكلات البشر المعاصر قائلا: مع الأسف كثرت المعصية وسفك دماء الأبرياء في المجتمعات. العلة الأساسية للأزمات الأمنية والمشكلات الأخرى هي المعصية وقطع العلاقة مع الله تعالى ومع أنبياء الله تعالى. بشر اليوم أصبح لا ينتفع بعقله وجعل الدنيا جهنما لنفسه ولغيره.
ثم أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى إساء المجلة الفرنسية للرسول الكريم قائلا:الإساءات إلى الرسول الكريم تدل على أن الكثير من البشر تركوا طريق العقل ويرفعون خطوات تجلب غضب الله تعالى وغضب الشعوب.
وأضاف فضيلته: هؤلاء بسبب غطرستهم وغرورهم لم يفكروا أنهم بإساءاتهم هذه يجرحون قلوب ومشاعر أكثر من مليار ونصف من مسلمي العالم الذين تمكنت محبة رسول الله في قلوبهم. لا توجد في قلوب المسلمين محبة أعظم من محبة الرسول الكريم بعد محبة الله تعالى. المحبة التي توجد في قلوب المسلمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم هي أعظم بكثير من محبة الوالدين والأهل والأولاد والعشيرة وغيرها من النعم المادية.
وقال مدير جامعة دار العلوم مخاطبا قادة البلاد الغربية: عندما تسمحون في بلادكم بالإساءة إلى الرسول الكريم، معنى ذلك أنكم تستهدفون صدور المسلمين وقلوبهم بالرصاصات. أنتم ترتكبون أعمالا تجرح قلب طفل أو إمرأة لاعلاقة لها بالإرهاب والتطرف، ويشعل في قلبه التطرف الذي يكون سببا للهجوم عليكم. لماذا لا يدرك الرئيس الفرنسي والرؤساء الآخرون للدول الغربية حقيقة محبة المسلمين لرحمة العالمين ويتغاضون عنها؟!
وأضاف فضيلته قائلا: لو أن الرئيس الفرنسي وسائر قادة فرنسا رأوا الحقائق في العالم لما واجهوا اليوم هذه المشكلة في عقر دارهم. أنتم من تثيرون الأزمات الأمنية في البلاد الآمنة. أنتم بهذه الأعمال من تسوقون الناس إلى الإرهاب. لماذا لم تعتبروا عن الإساءة السابقة للقرآن وللرسول الكريم التي احتج عليها المسلمون في أنحاء العالم واسشتهدوا بسبب ذلك، أن لا تسيئوا إلى مقدسات المسلمين؟
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لا يجوز للمسلم الإساءة إلى أي دين، حتى الوثنية وعباد الأصنام، وعليهم أن يراعوا حرمة الأنبياء والأديان جميعا، لكنكم تدعون الحضارة والتقدم، ولا تستطيعون مراعاة حرمة الرسول الكريم؟ هذا يدل على الشقاء والبؤس أن تساء إلى ساحة من يحبه الملايين ويعتبرون محبته سببا للنجاة.
وأكد خطيب أهل السنة قائلا: أنتم إن كنتم تريدون الإساءة والإهانة، أسيئوا إلينا وإلى آبائنا، لكن لا تهينوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم. إن قصفكم المسلمين وقتل العشرات منهم لأهون عليهم من الإهانة إلى الرسول الكريم. المسلمون يتحملون القصف وتبعاته، لكنهم لا يتحملون الإساءة إلى سيد المرسلين. اجتنبوا الصور الساخرة ولا تهينوا ولا تثيروا نيران الفتنة والطائفية في العالم، واتركوا العالم يعيش بأمن وسلام.

1885 مشاهدات

تم النشر في: 12 مارس, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©