header

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (29 ربيع الأول 1435) بعد تلاوة آية “يا أیها الذین آمنوا اتقوا الله و کونوا مع الصادقین”، إلى بيان الصفات البارزة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واصفا إياهم بأناس ورعين حصلوا على مرضاة الله تعالى.

وأضاف فضيلته قائلا: الصحابة وأهل البيت شخصيات لم يستطع الأمة أن يؤدي حقهم، لأنهم قدّموا تضحيات لا يقدر أحد أن يأتي بمثلها. قبل الهجرة تحملوا مصائب ومشاق في سبيل الله والدين الإسلامي. هاجر بعض الصحابة مرتين، كسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وبعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. في المرة الأولى هاجروا إلى الحبشة، وفي المرة الثانية إلى المدينة المنورة. لأجل هذا اشتهرت هذه الجماعة من الصحابة بذوي الهجرتين.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الهجرة وترك الوطن والأهل، وخاصة ترك الكعبة المقدسة ليست بهيّن. لو تتبعنا التاريخ الإسلامي نجد أن الصحابة هاجروا في ظروف وأحوال صعبة، وتعرضوا لضغوط وتهديدات مقابل دفاعهم عن الرسول والإسلام، وقطعت أرجلهم وأيديهم في الدفاع عن الإسلام واستشدوا في سبيل ذلك.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: لم يكن مثيل للصحابة في الإخلاص. لا يبلغ أحد من الأولياء والصالحين إلى مكانة الصحابة في الإخلاص والعمل. جهود الصحابة كلها كانت لمرضاة الله تعالى. لم يكن المنصب نصب أعينهم ولا شيء آخر.
وأردف مدير جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، قائلا: عندما كان الصديق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار ثور يخدم النبي الكريم رغم الأخطار والمشكلات، لم يكن يعرف أنه سيأتي دور تكون دولة للمسلمين وينتخب هو خليفة بعد الرسول. وعندما رقد علي بن أبي طالب ليلة الهجرة في فراش النبي صلى الله عليه وسلم، لم يكن يعرف أبدا أنه سيكون صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفة للمسلمين في يوم ما. وكذلك عندما هاجر عثمان بن عفان رضي الله عنه لم يكن يعرف أن المسلمين ستكون لهم دولة في يوم من الأيام ويكون هو الخليفة بعد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى . في اليوم الذي التقى 313 من الصحابة بجيش المشركين المدجج بالسلاح، لم يكونوا يعرفون معرفة مقطوعة أن الهزيمة ستكون لجيش الكفار والمشركين وسيؤسر منهم أكثر من سبعين شخصا ويقتل الكثير منهم. هؤلاء الكبار لم يكن لديهم علم مقطوع بالنسبة إلى مستقبل الإسلام، لكنهم فعلوا كل ذلك لأجل اكتساب مرضاة الله تبارك وتعالى.
وأشار خطيب أهل السنة إلى بعض مناقب سيدنا عثمان رضي الله تعالى عنه قائلا: وُعد عثمان بن عفان رضي الله تعالى مرات بالجنة. وإن كان الله تعالى وعد الصحابة جميعا بالجنة، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر مرات إسم سيدنا عثمان ووعده بالجنة. لما جهّز عثمان جيش العسرة بإنفاق ثلاث مائة إبل وساعد المسلين، بشره النبي بالجنة. وكذلك لما اشترى بئر رومة فأوقفه في سبيل الله تعالى لينتفع المسلمون بمائها. كذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أسماء عشرة من الصحابة وبشرهم بالجنة، وكان عثمان رضي الله عنه من هؤلاء العشرة المبشرين بالجنة. لأن الصحابة كانوا أناسا ورعين، ولا نستطيع أبدا أن نقارن رموزنا وقادتنا وعلمائنا بالصحابة وأهل بيت رسول الله  صلى الله عليه وسلم.
وتابع رئيس منظمة اتحاد المدارس الإسلامية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان، قائلا: سبب مشكلات الأمة والمسلمين أنهم ابتعدوا عن طريق الصحابة وأهل البيت. يذكرون الصحابة وأهل البيت بالخير، لكنهم لا يتبعونهم في الأخلاق والأعمال. فالطريق الوحيد للوصول إلى السعادة، أن نكون عاملين على القرآن والسنة النبوية. كما أنهم كانوا أحبة بينهم ويعيشون في أخوة ووئام معا، يجب أن نحافظ نحن أيضا على الأخوة والوئام، ونعيش إخوانا بمراعاة الاحترام المتقابل.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في نهاية خطبته إلى اقتراب ذكرى انتصار الثورة في إيران، قائلا: في هذه الأيام اقتربت ذكرى انتصار ثورة الشعب الإيراني. الثورة في بلادنا كانت أول صحوة جربتها الأمة المسلمة. جميع الدول العظمى كانت تدعم شاه إيران، وتحير العالم كيف انتصر شعب بإيدي فارغة تجاه دولة قوية ومجهزة. هذه كانت نقطة إنطلاق الصحوة الإسلامية بين الشعوب المسلمة. اليوم يسعى الاستكبار أن يلوّث ثورات الشعوب المسلمة ويقوم بمصادرتها.

1875 مشاهدات

تم النشر في: 2 فبراير, 2014


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©