header

دعا  فضيلة الشيخ عبد الحميد  إمام وخطيب أهل السنة في خطبة هذه الجمعة، المسؤولين الإيرانيين إلى السعي لإيقاف المجازر وحمام الدم في سوريا قائلا: نعلم جميعا أن حوادث مؤلمة تجري في سوريا ومجازر بشعة ترتكب في حق الشعب السوري؛ مجازر لا تميز بين الأطفال والنساء والعجائز، حيث تستهدف مدن بالأسلحة الثقيلة والدبابات وتدمرأحياء بكاملها. وكل هذه المجازر ترتكب بمشهد من العالم.
علينا جميعا أن ندعوا الله تعالى أولا أن يعجل بالفرج للشعب السوري ويحل أزمتهم، ثم يجب على كافة الناس في العالم أن يفكروا في إيقاف هذه المجازر من القتل والتشريد وقصف المدنيين العزل بالقذائف والصواريخ والدبابات. إقامة مجازر بحق الشعب العزل واستهدافهم بالأسلحة الثقيلة وتهديم المنازل على أهلها مؤلمة ومؤسفة، وجريمة ضد الإنسانية لا يسمح بها لا البشرية ولا الإسلام الذي ينتمي إليه غالب أهل هذا البلد العربي الإسلامي في الشرق الأوسط، أن تقصف دولة شعبها بالدبابات والأسلحة الثقيلة.
وأضاف  فضيلته قائلا: لا أقصد من خلال كلامي إلا النصح والشفقة على الأمة الإسلامية، ولي رسالة إلى مسؤولي بلادنا “إيران” أن مسؤوليتهم أيضا ثقيلة تجاه ما ترتكب من المجازر في سوريا بحق شعب عزل من قتل وقصف وتدمير للمدن، وعليهم أن يسعوا في إيقاف هذه المجازر والدماء البريئة التي تراق.
وتابع فضيلته مشيرا إلى حق النقض الذي استعمله كل من الصين وروسيا في مجلس الأمن بشأن سوريا: الصين وروسيا استعملا الفيتو دعما للدولة السورية، ولكن عليهما أن تسعيا لإيقاف هذه المجازر وحمام الدم الذي بدأته الدولة المدعومة من قبلهما. فإن قامت روسا والصين  باستعمال الفيتو، فعليهما أن توقفا هذه المجازر وحمامات الدم على الأقل، وإلا فتفقدان مصداقيتهما ومكانتهما في المستوى العالمي.
وأضاف قائلا: لا يمكن حل الأزمة السورية إلا أن يضع الجيشان النظامي والحر أسلحتمهما على الأرض، ويتركا الخيار للشعب، إن كان الشعب له مطالبات مشروعة فيطرحها من خلال المظاهرات التي هي الطريقة المشروعة العالمية للمطالبة بالحقوق وأن يقدم انتقاداته واعتراضاته، فيترك الجيشان الميدان للشعب ليعلم ما هي إرادة الشعب السوري.

ثورتنا لم تنتصر بقوة السلاح و ليس بقائها في السلاح بل في الوحدة وتلبية مطالب الشعب

وأشار خطيب أهل السنة إلى مناسبة ذكرى انتصار الثورة في إيران التي أطاحت بـ “نظام الشاه”، قائلا: الشعب الإيراني بجميع طوائفه وطبقاته قام ضد الاستبداد والحكم الفاسد الذي  جعل البلاد خالصة لنفسه وأسرته. قام الشعب الإيراني للحصول على الحرية والكرامة. قام لأجل الحصول على حقوقه المشروعة، وكانت الثورة نعمة كبيرة، وهذه الثورة لم تكن ثورة مسلحة، بل كانت ثورة سلمية لم يرفع أحد السلاح في وجه الحكومة، وليعلم كافة شعوب العالم أن الشعب الإيراني قام ولم يرفع السلاح ضد أحد ولم يسمح زعماء الثورة لأتباعهم برفع السلاح وكانت هذه السياسة سياسة قوية مؤثرة في انتصار الثورة وتحقيقها.
وتابع فضيلته قائلا: إن الثورة انتصرت بالوحدة والانسجام بين مكونات الشعب الإيراني ولم تنتصر بالسلاح، وهي ثورة جميع الشعب الإيراني وليست ثورة طائفة ولا حزب خاص، وليس لأحد أن يصادر الثورة باسم حزبه الخاص ولا بطائفته الخاصة، لأن كل الشعب الإيراني بأقوامه المختلفة وطوائفه المتنوعة ضحّى لأجل هذه الثورة، لذلك لا يجوز تغافل هذه التضحيات للجميع ولا يجوزأن يستأثر حزب أو قوم خاص بهذه الثورة لنفسه من دون الآخرين.
وأضاف فضيلته قائلا: إن ثورتنا لم تنتصر بالسلاح ولا تحفظ أيضا بقوة السلاح، بل تحفظ بتلبية مطالب الشعب وتحقيق آمالهم، واكتساب قلوبهم من خلال التطرق إلى مشكلاتهم وتلبية مطالبهم.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: لم نشهد خلال العقود الثلاثة الماضية ضغوطا وعقوبات على إيران مثل ما نشهده هذه الأيام، حيث القوى العالمية  تتفق على فرض عقوبات على إيران، وهذا يتطلب من المسؤولين أن يفكروا في القضية بشكل جاد، ويوسعوا أنظارهم وآفاقهم بالاهتمام إلى آراء شعبهم ومطالبهم، وعلى العالم أيضا أن يراعي مطالب الشعب وأن يهتم لمطالبهم وآرائهم. فإن استطاع المسؤولون اكتساب قلوب الشعب واستطاعوا أن يحفظوا الوحدة والانسجام، فمن الممكن أن نمر بهذه الظروف الصعبة ونواصل طريقنا ونخرج من هذا المأزق.
وأشار فضيلته إلى جلسات الوحدة قائلا: الوحدة ضرورة وحاجة الجميع، ولكن هذه الوحدة لا يمكن تحقيقها من خلال الجلسات والمؤتمرات. لست مخالفا لهذه المؤتمرات والجلسات ولا أنكر فائدتها، ولكن الواجب على الجميع في الظروف الراهنة الحاسمة أن يرفعوا خطوات هامة وأساسية وعملية لأجل الوحدة، فالخطوات الصغيرة والفرعية لأجل الوحدة لا تنفع في ظروف صعبة مثل التي نعيش فيها.

2006 مشاهدات

تم النشر في: 14 فبراير, 2012


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©